ما إن أعلنت الحكومة عن زيادة أسعار البنزين حتى اشتعلت أسعار جميع السلع الغذائية التى يحتاجها المواطن، خصوصاً الخضراوات والفاكهة التى تعانى أسواقها حالياً من حالة ارتباك شديدة، بسبب رفع الأسعار وإعلان الحكومة نيتها مراقبة الأسواق وتشكيل لجان لمحاسبة المتلاعبين بالأسعار. زيادات كبيرة فى أسعار الخضار والفاكهة واللحوم خلال يومين فقط رصدتها «الوطن» من داخل سوق شارع سليمان جوهر بالدقى، فالخيار ارتفع سعره من جنيهين إلى 6 للكيلو جرام والطماطم ارتفع سعرها من جنيه إلى 4 والفاصوليا من 3 جنيهات إلى 10، كما وصل كيلو البطاطس إلى 5 جنيهات، والبصل 5 جنيهات، والبامية 12 جنيهاً، والفلفل الأخضر والأحمر 10 جنيهات، والليمون 12 جنيهاً، أما اللحوم فقد ارتفعت أسعارها من 65 جنيهاً إلى 100. وهو ما أرجعه الباعة إلى قيام التجار برفع الأسعار، وحسب «أم محمد»، إحدى البائعات فى السوق، فإن الفلاحين يرفعون سعر بضائعهم بسبب طول المسافة من الحقول إلى الأسواق الكبيرة وهو ما يزيد من تكلفة النقل بسبب ارتفاع أسعار البنزين، وهو ما اضطر الباعة إلى رفع الأسعار حتى لا يتعرضوا لخسارة: «الغلابة هما اللى بيدفعوا التمن، إحنا كلنا بنعوّض خسارتنا برفع الأسعار، والمواطن مضطر يدفع عشان ياكل». سلمى عيد، إحدى المترددات على السوق، أبدت انزعاجها من ارتفاع الأسعار: «الحكومة دى هتروح من ربنا فين، طلعت زى اللى قبلها بتمص دمنا وتيجى علينا»، مشيرة إلى أن المواطن لا يستطيع تحمل هذه الأعباء بعد ثورتين، فالمصريون طفح بهم الكيل ويريدون استقراراً فى المعيشة، لا فوضى فى ارتفاع أسعار: «إحنا شعب مابيحبش اللى ييجى على لقمته، والحكومة لازم تخاف من ثورة الجياع». «ماتسألونيش عن الزيادة، كلموا اللى غلى الحاجة وبعدين تعالوا أسالونا»، قالتها زينب طلبة، إحدى بائعات الخضار بسوق «سليمان جوهر»، التى سخرت مما يتردد عن أن الحكومة ستستعين برجال الأمن لضبط الأسعار فى السوق: «اللى حضّر العفريت قادر يصرفه، إحنا الغلبان صعبان علينا، بس مش هنشيل الشيلة لوحدنا»، وتستكمل: «أنا عايزة أبيع وأخلص، ولو الخضار سيبناه هيبوظ ويتخرب بيتنا».