عرضت كثير من مسلسلات رمضان مشاهد لحالات الدعارة والممارسات الجنسية الشاذة وشبكات الآداب والملاهى الليلية، وتقريباً لم يخل مسلسل من حالة أو أكثر من هذه الحالات التى تعرض بشكل مكثف خلال شهر رمضان الكريم. منها «السبع وصايا» الذى يحتوى على بعض حالات الممارسات الجنسية والشذوذ الجنسى، و«سجن النسا» الذى يتعرض للبيئة الفقيرة التى يضطر بعض أبنائها لتعاطى المخدرات وممارسة الرذيلة مع بعضهم البعض، و«أمراض نسا» الذى يقدم حياة فتيات الليل، و«اتهام» الذى يناقش قضية شبكات الدعارة الدولية، و«كلام على ورق» الذى يدور عن شبكات الدعارة بالملاهى الليلية، و«السيدة الأولى» الفتاة التى عملت بملهى ليلى وتستخدم أنوثتها كسلاح للوصول إلى أهدافها، و«سرايا عابدين» الذى يتعرض لحريم الخديو إسماعيل، بالإضافة إلى الممارسات التى تحدث بين حريمه وخدمه من الرجال، وغيرها الكثير من الأعمال. محمد أمين راضى، مؤلف مسلسل «السبع وصايا»، قال إن الحرام موجود خارج شهر رمضان، وداخله أيضاً، وغير المسموح لا يصلح أن يعرض سواء خارج الشهر الكريم أو داخله. وأضاف أنه إذا تم تقديم القضية بشكل محترم وغير مبتذل فلماذا لا أقدمها، وفى مسلسلى «السبع وصايا» لا يوجد مشهد مبتذل وكلها نماذج موجودة حولنا فى الواقع. أما الناقدة ماجدة موريس فقالت إنه مع ارتفاع سقف الحريات فى السنوات الأخيرة، هناك قصص تمررها الرقابة، ومسألة بيع الجسد كانت موجودة فى المجتمع المصرى، وهناك الكثير من الفتيات اللاتى امتهن هذه المهنة بغرض القدرة على العيش، وبالتالى ما يهمنى هنا هو كيف يتم تقديم ذلك فى العمل، وهل يتم تقديمه فى سياق أو إطار الأحداث أم أنه مجرد حشر لغرض التجارة والبيع والمزاج. وأضافت أنه فى مسلسل «سجن النسا» مثلاً، من الطبيعى أن يكون بداخله نماذج لفتيات تم القبض عليهن فى قضايا آداب. وتتفق معها الناقدة خيرية البشلاوى قائلة إن أى مشاهد أو قصص لا يحتاجها الإطار والسياق الدرامى، هى موجودة فقط للترويج للعمل، والمساعدة فى بيعه، باستثناء عمل مثل «سجن النسا» الذى أراه ملحمة نسائية درامية جميلة تقدمها كاملة أبوذكرى ونيللى كريم ومريم ناعوم ونانسى عبدالفتاح، وكل مشهد فيه موظف فى مكانه دون ابتذال أو تسطيح لعقل المشاهد. ويقول أحمد شوقى، المشرف على ورشة كتابة مسلسل «كلام على ورق» لهيفاء وهبى: إن المحور الأساسى للخط الدرامى فى العمل هو وجود كباريه ونماذج للممارسات الجنسية، وهو ما يجعله يأخذ أكبر قدر من التركيز عليه فى المسلسل، وهذا رد على من يقول إن الأمر مبالغ فيه، ومع ذلك فالعمل ليس دليلاً على أن المجتمع اللبنانى كذلك، ولا أعلم لماذا يقول الناس إن العمل مبالغ فيه، رغم أن مشاهد الكباريهات والدعارة فى مسلسلات أخرى أكثر جرأة من «كلام على ورق». ثم إن فكرة التزاحم فى المسلسل بين أشكال الفساد والجنس لا تعبر عن عالم واقعى، والدراما قائمة على فكرة الاختلاف والموضوع الأساسى فى العمل ليس الدعارة ولكنها الخطيئة، وكلما كانت الشخصية غريبة وعليها اختلاف تولد منها دراما أكثر.