«دلع البنات»، «دكتور أمراض نسا»، «سجن النسا»، «السيدة الأولى»، «كيد الحموات»، «سرايا عابدين»، هكذا أعلنت مسلسلات رمضان 2014 أنه عام المرأة المصرية، فعدد كبير من المسلسلات هذا العام يتناول قضايا المرأة بشكل عام؛ فمسلسل «سجن النسا» الذى تدور أحداثه حول المرأة السجينة، يرصد واقعاً خاصاً دون تشويه لصورة المرأة التى تتعرض للحبس لاتهامها فى قضية ما، كذلك مسلسل «كيد الحموات» الذى يتناول حموات القرن الحادى والعشرين، ومسلسل «دكتور أمراض نسا» الذى تدور أحداثه حول طبيب نفسى يحاول إيجاد حلول لمرضاه النفسيين، ومعظمهم من النساء، فالمسلسل يتناول حياة طبيب نفسى أُطلق عليه «طبيب نسا» لأن كل مرضاه من النساء، ولكن يتعرض هذا الطبيب لأزمة عندما تتحول كل مريضاته إلى عاشقات له. مسلسل «صاحب السعادة» اقترب من مشكلات المرأة، وتبنى قضايا المراهقات من بنات هذا الجيل، وذلك من خلال تناول مشكلات بنات عادل إمام فى المسلسل، التى يحاول حلها طوال الأحداث، حيث إنه أب لخمس بنات منهن المتزوجة والمطلقة والتى لم تتزوج، وكل منهن لديها مشكلات تختلف عن الأخرى. «سرايا عابدين» أول مسلسلات البطولة النسائية الذى يطرح قضية استغلال المرأة فى عصر الجوارى واستعبادها من أجل رغبات الحاكم، ويركز العمل على 7 شخصيات نسائية هن محور الأحداث، منهن «خويشار هانم» التى تجسدها «يسرا»، وهى والدة الخديو إسماعيل التى تحاول السيطرة على علاقاته المتعددة بجوارى القصر، ما يجعلها تدخل فى معركة شرسة مع الجوارى الأربع اللاتى يجسد أدوارهن كلٌّ من غادة عادل، إنجى المقدم، داليا مصطفى، مى كساب، وتحاول كل منهن التقرب من الخديو وتدبير المكائد للأخريات من أجل الانفراد به حتى تصل إلى الغرض الأكبر، وهو أن تصبح أميرة وتتخلص من عبوديتها كجارية. محمد صلاح العزب، مؤلف مسلسل «دلع البنات»، يرى أن تجسيد العديد من الأعمال الدرامية خلال شهر رمضان لقضايا المرأة أو إطلاق عدد كبير من الأسماء الخاصة بالنساء على المسلسلات الرمضانية، ليس إنصافاً لها أو دعماً لحقوقها فى المجتمع، فالمرأة مواطن له حقوق وواجبات وقضايا مثل الرجل، ولا يجوز إقصاؤها أو تهميشها أو حتى إنصافها إلا إذا ثبتت كفاءتها أو العكس: «المرأة ليها قضايا زيها زى الراجل، ومش بالضرورى عشان عدد كبير اتكلم عن المرأة يبقى هى مظلومة وبنرجعلها حقها». من جانبها، قالت منى عمر، الأمين العام للمجلس القومى للمرأة، إن «دور المرأة ظهر فى كافة مناحى الحياة السياسية قبل انطلاق ماراثون المسلسلات الرمضانية»، لافتة إلى أن زيادة الأعمال الدرامية التى تناقش قضايا المرأة فى رمضان امتداد لدور المرأة البارز فى المجتمع ككل: «المرأة أسهمت فى إثراء الحياة السياسية، والاهتمام بدورها فرض عين». الأمين العام للمجلس القومى للمرأة ترى أن المجتمع أصبح لديه وعى كافٍ لتقبل وتعدد أدوار المرأة، وليس الفن والدراما فحسب، فوجود المرأة السياسى والاقتصادى والاجتماعى انعكس على الفن وشجع على وجود كثافة نسائية فى الدراما الرمضانية: «وجود المرأة فى دراما رمضان بكثافة يؤكد وجودها ومشاركتها، وده طبيعى لأنها نص المجتمع»، لافتة إلى أن ثورتى 25 يناير و30 يونيو ساعدتا على الانفتاح بين طبقات المجتمع والاندماج بشكل كبير، بالإضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعى التى زادت من وعى المرأة وإدراكها، وشجعتها على الدخول فى منافسة مع الرجال فى جميع أمور الحياة، وهذا ما انعكس على الفن والدراما: «المرأة كانت العضو الفاعل فى مناهضة العنف والتطرف، وطبيعى أن توجد بقوة سواء فى الدراما التليفزيونية أو الحياة السياسية».