ينهمك رجال في تثبيت أغطية من القماش على وجوههم، يحملون أسلحتهم الرشاشة وقذائفهم الصاروخية، ثم يتوجهون إلى مواقعهم القتالية في منطقة "تازة خورماتو" التركمانية الشيعية في شمال العراق ليحمونها من المسلحين المتطرفين. ويطلق هؤلاء الرجال على أنفسهم اسم "قوات الصحوة"، في إشارة إلى القوات السنية التي تأسست عام 2006، وقاتلت ولا تزال عناصر تنظيم القاعدة والجماعات المتطرفة الأخرى خصوصا عندما كانت القوات الأمريكية لا تزال منتشرة في العراق قبل أن تغادره في 2011. وقال قائد القوة عصام عباس: "في زمن القوات الأمريكية حاربت قوات (الصحوة)، الإرهابيين، ورجالنا هنا قاتلوا إلى جانبها"، مضيفا "القوة التي تقاتل اليوم مبنية على تلك القوات". من جانبهم، أشار سكان في (تازة خورماتو)، إلى أن هذه القوة المسلحة تشكلت في العام 2009، بعد انفجار شاحنة مفخخة في المنطقة قتل فيها العشرات، قبل أن يعود أفرادها إلى أعمالهم مع بداية انخفاض معدلات أعمال العنف. وتنتشر اللافتات الشيعية -في تازة خورماتو- إلى جانب العلم التركماني بألوانه الزرقاء وهلاله ونجمته، وقال العديد من السكان: إنهم انضموا إلى المتطوعين للقتال بعد دعوة المرجعية الشيعية الممثلة بالمرجع الأعلى أية الله العظمى السيد علي السيستاني لحمل السلاح ومقاتلة الجهاديين السنة. ويرى التركمان، أن معظم أراضي المنطقة باتت، اليوم، تابعة بحكم الأمر الواقع، إلى سلطات إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي ويشمل محافظات (أربيل والسليمانية ودهوك)، وقد بسط سيطرته مؤخرا على كركوك المتنازع عليها بعد انسحاب القوات الحكومية. ومنذ أكثر من أسبوعين، يشن مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وتنظيمات سنية متطرفة أخرى هجوما كاسحا سيطروا خلاله على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه وشرقه بينها مناطق مجاورة لمدينة كركوك محاذية ل(تازة خورماتو).