تصاعدت الخلافات بين تنظيم الإخوان، والدعوة السلفية، بعد استمرار أعضاء التنظيم فى الاعتداء على مقار وقيادات الدعوة، وحزب النور، التابع لها، ما وصفته قيادات سلفية ب«الأفعال الصبيانية»، وهددت مجموعات شبابية تابعة للدعوة، باللجوء للعنف لمواجهة ممارسات العناصر الإخوانية، فيما اعتبر قيادات بالتنظيم أن مشايخ الدعوة، والحزب السلفى «مستهدفون»، لأنهم ضللوا الناس بفتاواهم وأفكارهم، حسب قولهم. كانت عناصر إخوانية حاصرت الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، اليوم، أثناء وجوده فى مسجد غافر بالعمرانية، واعتدت مجموعات تابعة للتنظيم على مقر «النور» بمحافظة الشرقية، وكتب شباب «الإخوان» بمركز أبوالمطامير بالبحيرة على حوائط مسجد تابع للدعوة السلفية، عبارات وألفاظاً مسيئة لقادة الدعوة، فضلاً عن العبارات المسيئة للرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسى. وقال «برهامى»: «الإخوان أقنعوا شبابهم بالباطل بأن السلفيين مسئولون عن إراقة الدماء، وما فعله الإخوان بعيد عن صحيح الإسلام، ونرفض محاولاتهم المتكررة فى الاعتداء على الناس باسم الدين، فحسبنا الله ونعم الوكيل، واستمرار التشاحن بين المصريين ضرر على العمل الإسلامى والمجتمع». واستنكر شريف طه، المتحدث باسم «النور»، الاعتداءات المتكررة من جانب أعضاء «الإخوان» على قيادات سلفية، متسائلاً: «هل السب واللعن والإرهاب ومحاصرة المساجد والعلماء مدعاة للفخر؟ نعوذ بالله من الخذلان وهذه الممارسات البعيدة عن الإسلام». وقال جلال مرّة، الأمين العام لحزب النور: «الطريقة التى يتعامل بها الإخوان لا تمت للإسلام ولا للأخلاق ولا للأعراف بصلة، ولن تثنينا عن المضىّ قدماً فى تحقيق الاستحقاقات المتبقية من خارطة الطريق من أجل تحقيق الاستقرار، واستكمال بناء مؤسسات الدولة؛ لعودة مصر إلى مكانتها اللائقة بها وتحقيق الرفاهية المنشودة لشعبها». وعلى صعيد قواعد الدعوة، سادت حالة من الغضب الشديد وطالب عشرات من شباب الدعوة و«النور»، بتوفير الحماية للمشايخ، وقال حسن عبدالله، أحد شباب الدعوة السلفية بالعمرانية، ل«الوطن»: «الإخوان أخطأوا وعليهم تحمل مسئولية خطئهم، وبدلاً من الاعتداء على المشايخ، عليهم الاعتراف بالخطأ والتوبة»، موضحاً أنه حال الاعتداء على أحد من قيادات الدعوة فى أى منطقة، فإن شباب الدعوة السلفية فى هذه المنطقة سيواجهون «الإخوان»، ولا يلومُنَّ إلا أنفسهم، حسب تعبيره. وأكد أن الاستمرار فى أعمال العنف والتكفير ليس بجديد على التنظيم الإخوانى، وأنهم طوال فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسى، التى امتدت لسنة، استخدموا الدين لتحقيق أهدافهم، فلا يصح الآن تكفير المخالفين لهم. وقال أسعد عبدالحق، أحد شباب الدعوة السلفية: «العنف مفيش أسهل منه، ومستعدون للرد على أعضاء التنظيم بالطريقة التى يستخدمونها، وعليهم الرجوع عن تكفير المشايخ، وبدء مراجعات فكرية حقيقية للعودة للطريق المستقيم، والاندماج مع الدعوة السلفية وحزب النور، أو الاهتمام بالعمل الدعوى، بدلاً من النزول فى تظاهرات لن تنفع الأمة»، حسب تعبيره. وخاطب الشيخ أبوأسلم السلفى، الداعية السلفى، شباب «الإخوان» قائلاً: «انت مفكر لما تقف تهلل إنك بتنصر دين أو شريعة، هناك فارق كبير بيننا فى التربية والدين، ففرق كبير بين من اهتدى بهدى الصحابة، ومن تولى عن هذا الهدى الذى مدحهم به الله». ووجّه الدكتور عبدالرحمن المطيرى، الكاتب السعودى، التحية إلى «برهامى»، قائلاً: «كل من يخطئ بحقك فلن يضرك، بل زيادة رفعة لك بإذن الله، فهو لا يفقه فى فقه الخلاف شيئاً». فى المقابل، قال أحمد عبدالعاطى، أحد شباب التنظيم، ل«الوطن»: «الاعتداء على السلفيين مرفوض شكلاً وموضوعاً، لكن مشايخ الدعوة السلفية الذين ساندوا الجيش فى 30 يونيو، لا يمكن أن يسامحهم شباب الإخوان، لتضليلهم الشعب»، داعياً شباب السلفيين للتعامل بحكمة مع الوضع الحالى، وعدم الانجرار ناحية العنف، كما طالب مشايخ الدعوة بالتوقف عن إصدار الفتاوى التى تدين «الإخوان»، وتحرّم تظاهراتهم. وقال نبيل سياف، أحد شباب «الإخوان»، إن ما فعله مشايخ الدعوة السلفية وقيادات حزب النور، لا يمكن أن يُسامَحوا عليه، ورد فعل الشباب على الدكتور ياسر برهامى فى المسجد أكبر دليل على أنه أصبح مستهدفاً، لأنه ضلل الناس بفتاواه وأفكاره النفعية التى انحرفت عن طريق الدعوة، للوصول للسياسة عبر طرق ملتوية. من جانبه، قال الدكتور وحيد عبدالمجيد، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: «تهديدات السلفيين عاطفية، ولن تنفذ على أرض الواقع، لأنها من قلة من المحبين للشيخ برهامى، وهذه ليست المرة الأولى التى يتم الاعتداء فيها على برهامى، أو غيره من قيادات الدعوة، لأن الإخوان يرون أنه السبب فى تعرية ظهرهم بعد تخلى السلفيين عنهم، فى 30 يونيو».