حلقة جديدة من مسلسل إهمال أصحاب المعديات بالبحيرة، شهدتها قرية دمشلى التابعة لمركز كوم حمادة، بعدما غرقت معدية نقل أفراد وسيارات "عبارة" بالرياح البحيرى الفاصل بين محافظتى البحيرة والمنوفية، تقل 3 سيارات نقل بينهم سيارة تحمل معدات طباخ والعاملين معه، وعلى الرغم من إنقاذ 3 أشخاص بينهم سائقى المعدية، إلا أن البحث مازال جارٍ عن مفقودين آخرين، وسط تجمع مئات الأهالى وأقارب الضحايا على ضفتى الرياح البحيرى، وجلست أمهات وزوجات الضحايا ينادين على موتاهم، فى مشهد خطف قلوب مئات الأهالى الموجودين بموقع الحادث. ملحمة بطولية سطرها أهالى قرية دمشلى، بعدما خرجوا عن آخرهم فى موقع الحادث منذ فجر يوم الخميس، محاولين إنقاذ ضحايا حادث الغرق، وقبل وصول قوات الإنقاذ النهرى بدقائق، انتشرت عشرات مراكب الصيد حول موقع المعدية الغارقة، باحثين عن مصابين أو ضحايا، وتمكنوا بالفعل من إنقاذ 3 أشخاص وجرى نقلهم للمستشفى العام لتلقى العلاج اللازم. وقال محمد زايد، أحد شهود العيان ل"الوطن"، ساقنى القدر للمرور بطريق المناشى التوفيقية المار بالرياح البحيرى، فى وقت متأخر من الليل أثناء عودتى لمنزلى بالقرية المجاورة، وأمام قرية دمشلى وجدت زحام على ضفة الرياح، بالتحديد أمام المعدية، ووجدت تحركات غير عادية من المواطنين، ونزلت بسرعة فوجدت المعدية تغرق بالرياح البحيرى، وآخر ما شاهدته سيارة ملاكى بها شخص أو اثنين على الأكثر، وسمعت أصوات استغاثات من جميع الجهات، ولأننى لا أجيد السباحة انتظرت على ضفة الرياح القبلية، فى الوقت الذى نزل فيه عشرات الشباب فى محاولة لإنقاذ أى أشخاص بالمعدية. وقال سعيد جمال، أحد أهالى القرية، استيقظت على أصوات عالية بعد منتصف ليل الخميس، وكان أوضحهم "المعدية غرقت يا بلد"، وهرولت مسرعا إلى مكان الحادث، ووجدت عشرات الأهالى متجمعين على ضفة الرياح، ولم أشاهد سوى جانب المعدية وهى تغرق، قبل أن تختفى تماما فى الصباح، ولم يظهر منها سوى الجزء العلوى من سيارة نقل كانت تقلها، وعلمت أن السيارة تابعة لأحد الطباخين وعليها معداته وأدواته والأفراد العاملين معه، ولم نعرف عددهم، وبعد فترة قليلة حضرت سيارات الحماية المدنية وسيارات الإسعاف، التى نقلت 3 أشخاص مصابين إلى المستشفى العام، ولم تتوقف محاولات فرق الإنقاذ فى البحث عن ضحايا غرق المعدية. وعلى الطريق الرئيسى بالقرية، أمام موقع الحادث، تجمع مئات الأهالى الذين أكدوا أن ضحايا معدية الموت كانوا عائدين من حفل زفاف، كما أن هناك سيارة محملة بالسماد غرقت هى الأخرى. وفى الجانب البحرى من الرياح، افترشت الأمهات والزوجات والرجال الأرض انتظارا لجثامين الضحايا، وزاد صراخ السيدات وصيحات الرجال مع خروج أول سيارة من معدية الموت، بعدما تمكن رجال الحماية المدنية من انتشالها بواسطة ونش كبير تم تثبيته على شاطىء الرياح، وتعالت صرخات الأمهات والزوجات بعدما وجدوا السيارة فارغة من الضحايا، وتبين بعد خروجها أنها تخص الطباخ ومساعديه. وكان أهالى البحيرة والمنوفية، أبلغوا فجر اليوم، بغرق معدية بالرياح البحيرى تقل سيارتين ومواطنين، أمام قرية دمشلى التابعة لمركز كوم حمادة بالبحيرة، وتلقت الأجهزة الأمنية بلاغا يفيد بغرق معدية بمياه الرياح البحيرى، تقل سيارتين على الأقل بينهما سيارة طباخ بمعداته والعاملين معه، وأخرى محملة بسماد، وتحركت قوات الحماية المدنية إلى مكان الحادث، وانتشرت قوات الإنقاذ النهرى على ضفتى الرياح بحثا عن غرقى ومفقودين، وتم استخراج جثتين وانقاذ 3 مصابين، وجار البحث عن 2 آخرين.