أكتب هذا المقال لأصدقائى الأشرار فقط.. الطيبون السذج يمتنعون! لأن ما نراه ونعيشه هذه الأيام من مشاهد وألاعيب انتخابية لا بد أن يستدعى كل قرون استشعار المؤامرة والإحساس الحقيقى بالخطر على مستقبل الحياة السياسية فى بلادنا، وما يجرى على أرض الواقع من محاولات انتهازية لإعادة نظام «مبارك» القمعى الفاسد وأيضاً استعادة بعبع الإخوان الإجرامى الفاشى هو فى الحقيقة كارثة تستحق الانتباه والتصدى، أما التعامل معها بسذاجة وإنكار فهو نوع من التواطؤ والمشاركة بغباء فيما أرى أنه الكارثة الداهمة التى تهدد أى مستقبل لهذا البلد. وبما أن أحداً لا يستطيع أن يجزم بنوايا المشير السيسى أو حمدين صباحى فى استعادة الأول أركان نظام «مبارك» واستقواء الثانى بميليشيات الإخوان السياسية والإلكترونية وأبواقها الدعائية، فإننا نستطيع أن نؤكد من جانبنا أن كل الشواهد تؤكد أن هذا هو ما يحدث على الأرض. ومصر تشهد بالفعل هذه الأيام وبمناسبة الانتخابات الرئاسية، ولا أقول بمباركة المسئولين عن الحملتين، أقوى عودة لنظام «مبارك» ولنظام الإخوان، وخلاصة المشهد، وأرجو ألا يشعر الطيبون بالصدمة، أن الصراع السياسى الحقيقى الذى يجرى فى خضم هذه الانتخابات هو نفسه الصراع القديم بين نظام «مبارك» والإخوان! وهناك تحت طاولة الانتخابات يجرى نهر من الأموال وتمويل للحملات وصفقات مشبوهة لإعادة وجوه بعينها مرة أخرى لصدارة المشهد السياسى، وكله تحت شعارات التسامح والمصالحة وحرام نعاقب من لم تتلوث يده بالدماء! مع أنهم جميعاً ملوثون بدماء الشعب ومسئولون عن تخلّفه وفقره وتدمير مستقبل أجياله! واسمحوا لى هنا أن أكشف عن معلومة مؤكدة أبلغنى بها أحد قيادات طلاب الإخوان فى الجامعات.. سوف نرد الجميل ل«صباحى» مقابل دفاعه عن مظاهراتنا وحزنه على دمائنا التى سالت فى رابعة بأن ننزل جميعاً لتأييده فى الانتخابات، وكل الإخوان فى الصعيد والمحافظات صدرت لهم التعليمات بالتصويت لحمدين صباحى! أما المعلومة الثانية والمؤكدة أيضاً فهى أن كل رجال «مبارك» من أعيان الدلتا والصعيد هم الممولون الرئيسيون لحملات الدعاية ل«السيسى»، ويحدث هذا بطرق وأساليب كثيرة من داخل وخارج الكتل الحزبية والمجموعات الشبابية، وفى مقدمتها شباب «تمرد» الذين يشكلون عصب حملات «السيسى» المنظمة.. ولم يسأل أحد نفسه: مَن يمول هؤلاء؟! إن مصر أمامها فرصة ذهبية لو نجح «السيسى» فى تشكيل طبقة سياسية جديدة ومحترمة من الكفاءات إذا فاز، ولو استطاع «صباحى» قيادة معارضة قوية ومحترمة تملك بدائل وحلولاً لمشاكل مصر المزمنة إذا لم يفز، والاثنان بمقدورهما قيادة هذه الأمة لعصر جديد من المنافسة الوطنية الشريفة التى قوامها مصلحة الوطن لا مصلحة الزعامات، ولا المصالح الانتخابية الأنانية ولا التحالفات الرخيصة قصيرة النظر التى «تطنش» مؤقتاً عن فساد وجرائم عصابة «مبارك» و«تغازل» مؤقتاً الإخوان وتتاجر بفض اعتصام رابعة وتستغله بشكل ابتزازى لمشاعر الناخبين! وللأسف فإن الفرصة الذهبية لا تسنح إلا مرة واحدة فى العمر، وأظن أن الشعب المصرى سوف يمنح وسام الاحترام ل«حمدين» إذا احترم نضال هذا الشعب العظيم ولم يسلم ذقنه للإخوان، كما سيضع هذا الشعب المشير السيسى فى قائمة عظماء التاريخ إذا لم يسلم البلد لعصابة «مبارك»! وليسمح لى صديقى القديم «حمدين» بنصيحة مخلصة: أرجوك توقف عن مغازلة طلبة الإخوان بالجامعات، ووصف عمليات التخريب والحرق وتعطيل الدراسة بأنها «تعبير عن الرأى»، فهذا لم يكن سلوكك وأنت طالب بالجامعة! أما نصيحتى لأصدقائى فى حملة «السيسى»: أرجوكم ارفضوا الوجه القبيح للحملة، ولا تسمحوا باستمرار جريمة تصدر الفلول للمشهد الانتخابى! وفى النهاية.. أنتم أحرار.. افعلوا ما شئتم باسم الانتخابات، ولكن الشعب المصرى.. لن يسمح لكم بارتكاب الجريمتين.. «مبارك» والإخوان!!