يحتفل الأقباط الأرثوذكس، اليوم السبت، بحسب "السنكسار الكنسي"، بتذكار وفاة "ديديموس الضرير"، مدير مدرسة الإسكندرية اللاهوتية، بالقرن الرابع الميلادي. "والسنكسار" هو كتاب يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية. فحسب التقويم القبطي، يوافق اليوم السبت، 6 من شهر بؤونة لعام 1736 قبطي، ويدون "السنكسار"، أنه في مثل هذا اليوم عام 398 ميلادي، توفي "ديديموس الضرير"، مدير مدرسة الإسكندرية اللاهوتية، بالقرن الرابع الميلادي. وبحسب السنكسار، فأن هذا القديس، ولد بمدينة الإسكندرية عام 313م وأسماه والداه "ديديموس" وهو الكلمة اليونانية المرادفة لكلمة توما، وفي السنة الرابعة من عمره أُصيب بمرض في عينيه أفقده بصره لذلك سُمي "ديديموس الضرير"، ولم يتعلم القراءة في مدرسة بسبب فقره وفقدانه بصره. ولكن محبته الشديدة للعلم والمعرفة ذلَّلت أمامه كل العقبات فتعلم الأبجدية بحروف منحوتة في لوح من خشب وتعلم أن يقرأها بطريقة اللمس وبذلك سبق طريقة "برايل" بخمسة عشر قرناً في استخدام الحروف البارزة لفاقدي البصر، وبهذه الطريقة تعلم قواعد اللغة والبلاغة والفلسفة والمنطق واللاهوت والحساب والموسيقى وتعمق فيها، وكان يستطيع أن يناقش كل من درس هذه العلوم من الكتب العادية، حتى أصبح مضرب الأمثال في العلم والنبوغ، وذاع صيت علمه في كل مكان. ويذكر السنسكار، أنه في سنة 346م أسند إليه البابا أثناسيوس الرسولي إدارة مدرسة الإسكندرية اللاهوتية وأصبحت في عهده تُضارع أعظم المدارس العلمية واللاهوتية في الشرق والغرب، وله العديد من الكتب في اللاهوت والعقيدة وتفسير الكتاب المقدس بعهديه، حتى أسموه الضرير البصير. وتوفي هذا القديس عن عمر ناهز 85 عاماً قضى منها 52 عاماً مديراً لمدرسة الإسكندرية اللاهوتية، عاصر خلالها أربعة من البطاركة هم البابا أثناسيوس الرسولي، والبابا بطرس الثاني، والبابا تيموثاوس الأول، والبابا ثاؤفيلس. ولما افتتح البابا شنوده الثالث، البطريرك ال117 للكنيسة، معهد مرتلي الكنيسة، وقت أن كان أسقفا للتعليم، وكان معظم من بالمعهد من فاقدي البصر، أسماه معهد "ديديموس" تيمناً بهذا اللاهوتي، وما زال معهد المرتلين يحمل اسم "ديديموس" حتى الآن. ويستخدم "السنكسار" التقويم القبطي والشهور القبطية "ثلاثة عشر شهرًا"، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية التي تبدأ من يوم 12 سبتمبر. و"السنكسار"، بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، وذلك بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، ولأخذ العبرة والمثل من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.