تحول مؤتمر نقابة الصحفيين، أمس، حول زيارة المفتى، الدكتور على جمعة، للقدس إلى اتهامات وسب وقذف بين الشيخ محمد جمال، مستشار وزير الأوقاف الفلسطينى، والكاتب عبدالقادر ياسين، بسبب اتهام الأخير للمفتى بالخيانة والتطبيع مع العدو الإسرائيلى. وانتقد مستشار وزير الأوقاف الفلسطينى الخلاف القائم بين المؤيدين والمعارضين لزيارة المفتى، معتبراً ذلك وجهات نظر ولا يجوز الهجوم على العلماء مهما كان. وأكد أن جميع العرب والمسلمين يرفضون التطبيع مع الكيان الصهيونى، مشيراً إلى أن زيارة المفتى للقدس قد تكون من باب مساندة الفلسطينيين فى مواجهة العدو الإسرائيلى لمنع الظلم وإيقاف الاستيطان. واعترض الكاتب الفلسطينى عبدالقادر ياسين، على تصريحات جمال، وقال: إن سماسرة التطبيع من أنظمة الدول العربية هم من سهلوا الزيارة، متهماً الدكتور على جمعة بخيانة العرب والأمة الإسلامية، وأضاف: كان الأولى به أن ينادى بالجهاد بعد صلاته فى الأقصى بدلاً من التجول وسط حراسات المخابرات الإسرائيلية، مما أدى لانفعال الشيخ محمد جمال، قائلاً: «المفتى أشرف منك.. أنت وأمثالك الخائنون أيها الملحد الكافر». وشهد المؤتمر اشتباكات بالأيدى بين المؤيدين والمعارضين لزيارة المفتى، فيما حاول آخرون تهدئة الوضع والفصل بين الفريقين. من جانبه، أكد أحمد الدش، رئيس الهيئة الوطنية للحقوق الثابتة للشعب الفلسطينى، أن الوضع أصبح خطيراً، وكل العرب يسيسون الفتاوى، وحولوا الحديث النبوى «لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد..»، إلى «لا تشد الرحال إلا من تحت حذاء الاحتلال». وتساءل الدش: مَن دفع ثمن تأشيرة الدخول للمفتى، ولماذا ذهب للتجول ومشاهدة الآثار، ولم يناد حى على الجهاد لتحرير القدس من يد الكيان الصهيونى؟ وأوضح أن المفتى نحا منحى الرئيس الفلسطينى، محمود عباس، بالتنسيق مع الجهات الإسلامية وتحقير المقاومة ووصفها بالعبثية وتنازل عن ?89 من الأراضى الفلسطينية. وأشار إلى أن جميع علماء المسلمين وشيوخ الأزهر، ومنهم المفتى نفسه، حرموا زيارة القدس فى ظل وجود الاحتلال الصهيونى. وقال خضر البرعى، رئيس اللجنة العربية للتحرير والعودة: لا تزايدوا علينا كفلسطينيين، فقد شاهدنا العدو الصهيونى وهو يقتل أهالينا ويغتصب أراضينا، وأضاف: الجميع يعلم أن طبيعة الصراع فى المنطقة لا تعنى سوى حل واحد فقط وهو المقاومة المسلحة. وأشار إلى أن الأرض الفلسطينية اغتصبت بالقوة، وكل الأمة العربية دفعت الثمن من دمائها، قائلاً: لا يمكن بعد كل ذلك أن نقبل التطبيع مع الكيان الصهيونى مهما كان. من جانبها، أكدت الدكتورة كريمة الحفناوى، منسق الجبهة العربية المشاركة للمقاومة الفلسطينية، أن ما أثار الريبة من زيارة المفتى هو أنه لم يدخل عبر قطاع غزة، وإنما دخل بتأشيرة صهيونية للقدس. وأشارت إلى أن زيارة المفتى للقدس تأتى فى إطار تنشيط السياحة الإسرائيلية وإظهار الاحتلال فى مظهر ديمقراطى.