لم يصدق سكان شارع طه عبدالمقصود فى ميت عقبة أن الشرطة عاجزة عن حمايتهم من تجار ومتعاطى المخدرات الذين يملأون الشارع ويجاهرون بتجارتهم فى وضح النهار. مشاجرات بين باعة مخدرات ومتعاطين فى منتصف الليل.. بقايا ومخلفات التعاطى ملقاة على الأرض.. معاكسات من شباب تحت تأثير المخدر لفتيات الشارع.. كلها أسباب دفعت السكان إلى الثورة للقضاء على المخدرات وإعلان الشارع، الذى يقع فى قلب منطقة شعبية، خاليا من المخدرات. بعد أن لجأ سكان الشارع إلى قسم شرطة العجوزة التابع له، لم يستطع ضباط وأمناء القسم وقف تجارة المخدرات وحماية السكان من خطرها، فاضطروا إلى حماية أنفسهم بأنفسهم وحولوا الشارع الذى كان وكرا للمخدرات إلى شارع يعلو جدرانه علم مصر ولافتات تحذيرية من الاتجار فى المخدرات وراقب ذلك صاحب محل خردة فى الشارع يدعى «حسن». عبد الله محمد، أحد السكان، قال: إن حملة التطهير بدأت منذ تحول الشارع إلى خرابة ووكر لتجار المخدرات، فالتعاطى كان يتم فى وضح النهار أمام أعين الجميع مما أثار ضيق شباب وبنات الشارع الذين تكاتفوا لتطهير الشارع: «اتفقنا على ضبط المتلبسين وتحويلهم إلى قسم الشرطة، أى حد نشوفه واقف وشكين فى سلوكه نفتشه ولو معاه مخدرات ناخده على القسم لحد التجار ما قطعوا رجليهم من هنا.. وكمان أعدنا تشغيل أعمدة الإنارة فى الشارع حتى لا يصبح مرتع فى الليل». وإلى جانب ذلك تكاتف سكان الشارع لتنظيفه من القمامة ودهان حوائطه بألوان علم مصر، وتعليق لافتات تحذر من تعاطى أو بيع المخدرات فى الشارع، وتتضمن أيضا إرشادات لحث السكان على الخُلق الحسن ومنها «إياك وسب الدين».. وذلك بهدف الوصول إلى شارع مثالى يختلف عن الشوارع المحيطة به. للحفاظ على حملة تطهير شارع «عبدالمقصود» اضطر السكان إلى عمل دوريات تراقب أى خروج من جانب البعض عن الحملة التى يتمنى أصحابها امتدادها إلى الشوارع المحيطة.