كشفت مصادر ل«الوطن» عن أن حملة المشير عبدالفتاح السيسى، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، تبحث تأسيس حزب جديد برئاسة «السيسى»، يكون ظهيراً سياسياً له، حال فوزه فى الانتخابات، فيما اعتبر سياسيون وقيادات أحزاب أن تلك الخطوة ستعيد إنتاج «حزب الرئيس»، الذى أفسد الحياة السياسية والحزبية فى مصر خلال العقود الماضية، مؤكدين أن الرئيس الجديد يجب أن يكون رئيساً لكل المصريين، وليس لحزب أو جماعة. وقالت المصادر إن أحد قيادات حملة «السيسى» اقترح أن يكون الحزب ممثلاً لكل الحركات والائتلافات الثورية الداعمة للمشير فى الانتخابات. وقال محمد بدران، عضو المكتب السياسى للحملة، رئيس اتحاد طلاب مصر، ل«الوطن»، إن الحملة تقوم بمحاولات لتوحيد جميع الكيانات السياسية المؤيدة لترشح «السيسى» للرئاسة، بهدف تشكيل حزب سياسى قوى برئاسته، رغم اختلاف أفكارها وتوجهاتها، موضحاً أنه من الأفضل تأجيل تلك الخطوة لحين الانتهاء من الانتخابات الرئاسية. فى المقابل، أكد أحمد عيد، عضو لجنة الخمسين للدستور، والقيادى بجبهة 30 يونيو المؤيدة ل«السيسى»، أنه من المستحيل أن تندمج الأحزاب والكيانات الداعمة ل«السيسى» فى كيان واحد، بسبب الاختلاف الكبير بين برامجها السياسية وتوجهاتها. وقال معصوم مرزوق، المتحدث باسم حملة حمدين صباحى، المرشح المحتمل للرئاسة، إن «حزب الرئيس» مفهوم أفسد الحياة السياسية، ومن المفترض أنه انتهى بعد ثورة 25 يناير، وقال المهندس حسام الخولى، مساعد رئيس حزب الوفد، إن الشواهد الأولية تفيد بالتفاف وجوه من النظام السابق حول المرشح الرئاسى المحتمل عبدالفتاح السيسى، ما يدعو لضرورة التنبه لهذا الأمر لعدم العودة إلى الوراء. وأكد أن تأسيس حزب لدعم الرئيس سيؤدى للتحكم فى الحياة الحزبية وتجميدها، كما حدث فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك. وأكد الدكتور صلاح حسب الله، نائب رئيس حزب المؤتمر، أهمية وجود تعددية حزبية فى مصر خلال المرحلة المقبلة، وأن أزمة مصر السياسة تتجسد منذ عهد الرئيس الراحل عبدالناصر فى سيطرة الحزب الواحد الذى يرأسه رئيس الجمهورية. وقال الدكتور أحمد دراج، القيادى بالجمعية الوطنية للتغيير، إن تأسيس حزب يدعم الرئيس بعد الانتخابات، سيعيد إنتاج حزب وطنى جديد يفسد الطريق نحو بناء حياة سياسية وحزبية حقيقية، وإن الرئيس يجب ألا يكون له حزب، ولكن هناك محاولات من قبَل أصحاب المصالح، على حد قوله، الذين ينتمون لأحزاب قديمة وجديدة، للالتفاف حول الرئيس الجديد، والسيطرة على الأوضاع السياسية والاقتصادية فى مصر.