ربما لا يعلم الكثيرون خاصة ممن انتقدوا سياسة ترشيد الكهرباء التى أعلن عنها الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء، وهى ارتداء ملابس قطنية وجلوس أفراد الأسرة فى غرفة واحدة، أن الحكومة اليابانية تتبع الإرشادات نفسها لترشيد الطاقة. ففى طوكيو صدر قرار حكومى بألا تقل درجة حرارة التكييفات فى أى مكان مهما كان حارا عن 28 درجة مئوية، وكل المبانى الحكومية والخاصة والمركبات وغيرها تلتزم بهذه التعليمات ترشيدا للكهرباء. ما يدعم تصريحات قنديل أيضا أن غالبية المحال فى العاصمة الصناعية الأشهر فى آسيا، تغلق من التاسعة مساء، بغرض إطفاء كل الأضواء والأجهزة الكهربائية، ترشيدا للطاقة وتخفيفا للزحام والتكدس فى البلدة. أحد المواطنين اليابانيين ويدعى «ماشيو كيارى» قال ل«الوطن»: «نحن من طالبنا الحكومة باتخاذ قرارات سريعة لترشيد الكهرباء خاصة بعد أزمة الزلزال فى العام الماضى، وللحفاظ على استخدام الكهرباء بشكل مستمر منعا لانقطاعها نهائيا». وأضاف أن الكهرباء لا تنقطع فى العاصمة اليابانية ولا فى البلدان المجاورة نهائيا إلا فى الظروف الطارئة عند حدوث زلزال مثلا أو حريق، وذلك بسبب خطة ترشيد استخدام الكهرباء. وما يساعد اليابانيين على الالتزام بقرارات ترشيد الكهرباء أن لكل مواطن معدل استهلاك يحاسب عليه حسب استهلاكه الخاص، دون أى دعم من الحكومة، بل يتحمل استهلاكها بالكامل. الأكثر دهشة أن درجة حرارة التكييفات فى الفنادق اليابانية مثبتة عند درجة حرارة «28» ولا يستطيع أى نزيل تغييرها فهى تخضع للدرجة المحددة.