* الحكومة اليابانية تلزم الشركات والأفراد بترشيد استهلاكهم من الكهرباء بنسية 7% * باناسونيك: اجراءات الحكومة قاسية * شركات يابانية: ترشيد استهلاك الطاقة يضر باعمالنا * ثلثي الطاقة الكهربائية اليابانية مُنتجة من مفاعلات نووية قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في تقرير أعده مراسل الصحيفة باليابان "تشيكو هارلان" عن تخفيض اليابان من استهلاك الطاقة هذا الصيف. وشرحت الصحيفة أنه في هذا الصيف والمفاعلات النووية المولدة للكهرباء معطلة هناك عجز كبير في الطاقة، وأشارت واشنطن بوست إلى أن المصانع في اليابان تعمل حالياً بالإكراه. وأورد مراسل الصحيفة وسائل ترشيد استهلاط الطاقة المتبعة في اليابان حالياً، فالموظفون يعملون وفقاً لمعايير جديدة، فإضاءة المكاتب أصبحت خافته والات الطباعة لا يتم تشغيلها إلا عند الإحتياج لها ولكن على الرغم من ذلك إلا أن هناك عدد من الشركات اليابانية تعبت من التعاون مع الحكومة باستخدامها قدر أقل من الطاقة قائلين إن تخفيض استهلاك الكهرباء يحجم انتاجيتهم وتقليل ارباحهم ومن ثم يعرض ثالث أكبر إقتصاد في العالم للخطر. وأوضحت الصحيفة أن دفعة تقليل استهلاك الطاقة بدأت العام الماضي ولكن على نطاق صغير بعد الهزة الأرضية التي حدثت في تسونامي وادت إلى أزمة بمفاعل فوكوشيما وإيقاف عدد أخر من المفاعلات، وفي هذا الحين اجبرت الحكومة اليابانية الشركات على تخفيض استهلاك الطاقة. وفي السياق ذاته لجأت شركة باناسونيك اليابانية إلى اعطاء موظفيها بالمقر الرئيسي ب"أوساكا" اجازة مدفوعة الأجر لمدة 9 ايام. بينما لجأ مصنع "نيبون تونجستن" إلى توزيع نوبات العمل على أجازات نهاية الأسبوع من أجل تجنب ساعات الذروة واستخدام أقل للتكييف، بالإضافة إلى رش ماء بارد على اسطح المصنع لخفض درجة الحرارة والاستغناء عن التكييف. واستأجر مصنع "نيشيريو" للخبز في مقاطعة أوكايدو مولد كهرباء يعمل بالديزيل بتكلفة أعلى من تكلفة الكهرباء التي يحصل عليها من الشركة المحلية. ومن جانبه قال هايدتاكا ماتسودا مدير وحدة ترشيد الطاقة بشركة نيشريو"هذا لايعقل مادياً أن نستخدم مولد للكهرباء، نحن نفعل ذلك لمجرد الوصول إلى معدل الترشيد المطلوب منا"، وتابع كلامه واصفاً القيود الحكومية على استخدام الطاقة ب"القاسية". بينما قال المتحدث الرسمي باسم شركات باناسونيك إن هذه الإجراءات سيكون لها تأثير كبير على أعمالنا. جاءت هذه الإجراءات بعد حالة الجدل القوي التي تخللت المجتمع الياباني حول مستقبل الطاقة في اليابان، والحديث عما إذا كان على اليابان إعادة العمل بالمفاعلات النووية بعد إيقاف عمليها بعد حادث فوكوشيما، أم العودة إلى الوقود العادي. وفي ذات السياق ألمحت الصحيفة إلى المناقشات التي أجرتها الحكومة اليابانية حول الخطط المقترحة لمستقبل الطاقة باليابان، أفرزت هذه المناقشات عن موافقة المواطنين بنسبة 70% على أن يكون وقود اليابان بحلول عام 2030 غير نووي، ولايشكل نسبته سوى 25% من إجمالي مصادر الطاقة. ومن جانبه قال رئيس الوزراء الياباني يوشيهيكو نودا يونيه الماضي إن اليابان بحاجة إلى استخدام طاقة نووية لتوليد الكهرباء بصورة ثابته ومستقرة. زاد حادث فوكوشيما من معارضة المواطنين لمشاريع توليد الكهرباء من المفاعلات النووية، في الوقت الذي يلتف المستثمرين ومسؤولو الحكومة حول المشروعات النووية التي تولد ثلث الطاقة الكهربائية في الوقت الحالي لليابان. فرضت الحكومة اليابانية على الشركات والأفراد يخفيض استهلاكهم من الكهرباء في أوقات الذروة بنسبة 7 %، ولكن هذا الإجراء ليس إلزامي والشركات لن تواجه اي عقوبات إذا تجاهلت هذا الإجراء، ولكنها ستواجه انقطاع التيار الكهربائي إذا لم تلتزم بترشيد الاستهلاك.