يلتقي أكثر من 80 من القادة الأفارقة والأوروبيين، غدا وبعد غد، في بروكسل في محاولة لإنعاش شراكتهم المتعثرة بسبب انعدام الاستقرار في إفريقيا ومنافسة الصين. ويتوقع أن تطغى على جدول أعمال القمة (الأوروبية- الإفريقية الرابعة) التي تنظم تحت شعار "الاستثمار من أجل الناس في الازدهار والسلام، والأوضاع المتدهورة في إفريقيا الوسطى حيث استؤنفت اعمال العنف، وسبل مكافحة الهجرة غير القانونية القادمة من القارة الإفريقية. ويفترض ان يشارك في هذه القمة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ومرة أخرى وترت خلافات فترة ما بعد الاستعمار التي عادة ما تعطل مثل هذه القمم، الأجواء، إذ قرر رئيس زيمبابوي روبرت موجابي، مقاطعة القمة لعدم منح زوجته جرايس، تأشيرة باعتبارها شخصا غير مرغوب فيه في أوروبا. وحذا حذوه رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما، فألغى زيارته في حين لم يتأكد حضور أنجولا وسوازيلاند. وسيطرح التحدي الذي يمثله انعدام الاستقرار في إفريقيا اعتبارا من الغد، عبر عقد قمة مصغرة حول إفريقيا الوسطى ستجمع حوالى 30 دولة، من الدول المعنية أكثر من غيرها بتلك الأزمة. وترى فرنسا التي سيشارك رئيسها فرنسوا أولاند في رئاسة اجتماع الاتحادين الأوروبي والإفريقي، أن الهدف هو تقديم الدعم في العديد من المجالات وتقييم المسائل الأمنية والإنسانية. ويفترض أن تكون هذه القمة فرصة لتغذية صندوق دعم السلام في إفريقيا عبر جمع تبرعات بقيمة 750 مليون يورو بين 2014 و2016. وهناك قضية حساسة أخرى وهي الهجرة غير الشرعية التي يدعو الاتحاد الأوروبي، إفريقيا إلى وقفها بالإشارة إلى مأساة غرق المهاجرين بالمئات في أكتوبر 2013، قبالة جزيرة "لامبيدوزا" الإيطالية. ويدرك الأوروبيون، قلة حماسة الدول الإفريقية لكنهم يأملون في المصادقة على خطة عمل تنص على مزيد من الانفتاح على الهجرة القانونية ومزيد من الأموال مقابل تشديد المراقبة على الحدود وتحسين ظروف استقبال اللاجئين الأفارقة. من جانبه، قال ألفا كوندي رئيس غينيا: "نأمل الخروج من حوار الطرشان والتوصل إلى التفاهم لكن في المقابل لا بد من مساعدة على التنمية، مضيفا "نحن بحاجة إلى تعاون اقتصادي واستثمارات أكثر من المساعدة، وبإمكان إفريقيا أن تصبح ما كانت عليه جنوب شرق آسيا، معتبرا أن القمة يجب أن تبلغ الرسالة إلى أوروبا. وتصب في الاتجاه نفسه، إعادة توظيف الاتحاد الأوروبي مساعدته للتنمية نحو التأهيل وتوظيف الشباب-65% من الأفارقة تقل أعمارهم عن 35 سنة- وتشكل مساعدة الاتحاد الأوروبي التي تمثل ما معدله 20 مليار يورو في السنة، 45% من مجمل المساعدة التي تتلقاها إفريقيا. وعلى الاتحاد الأوروبي، أن يضع اللمسات الأخيرة على منحة بقيمة 3 مليارات يورو لدعم الزراعة الإفريقية خلال السنوات ال7 المقبلة. وفي مجال المبادلات التجارية والاقتصادية تعمل أوروبا على الحفاظ على مرتبتها في القارة الإفريقية التي تتجاوز فيها نسبة النمو 5%، أمام تزايد نفوذ الصين التي انتزعت منها المرتبة الأولى في 2009.