حينما كان يساعد جده فى المراعى، تعلقت عيناه فى السماء تتابعان الطائرات التى تحلق عابرة كوسوفو. إنه الطيار جيمس بريشا، الذى قرر أن يجوب العالم بطائرته ليطالب كل دولة تحط طائرته على أرضها بالاعتراف باستقلال كوسوفو، الدولة التى أعلنت استقلالها عام 2008 بعد أعوام من الصراع مع دولة صربيا. جاءت مصر محطته قبل الأخيرة، الدولة رقم 97 فى قائمة الدول التى قرر أن يطوفها بطائرته ليخاطب حكوماتها بالاعتراف باستقلال كوسوفو. بريشا بدأ رحلة «الطيران من أجل كوسوفو» فى 2009، وقتها اتهمته أسرته بالجنون، بعدما ترك عمله فى أمريكا وتفرغ لقضية وطنه، لكنه أصر على إتمام المهمة مهما كلفه الأمر. يقول بريشا ل«الوطن»: «قررت أن أقوم بهذه المهمة من أجل خدمة الإنسانية وخدمة الأجيال المتعاقبة فى كوسوفو التى تستحق أن تكون لديها دولة معترف بها عالميا». وأضاف: «حتى الآن لا توجد دولة واحدة فى شمال أفريقيا اعترفت باستقلال كوسوفو، وتأخرت مصر فى الاعتراف بكوسوفو؛ لأن نظام الرئيس السابق حسنى مبارك كان يمنع الاعتراف بها خوفا من أن يمنح هذا الاعتراف شرعية للتغيير الذى كان لا يرغب فيه». ويأمل بريشا أن يسارع الرئيس الجديد لمصر، محمد مرسى، بالاعتراف بكوسوفو؛ لأن الربيع العربى غيّر المنطقة وجعلها تتقبل التغيير وتحترم الشعوب التى تنتزع حقوقها. ويقول بريشا: «أبرز الدول العربية التى اعترفت بكوسوفو: الإمارات والسعودية والبحرين وقطر وسلطنة عمان». بريشا تعرض للخطر أكثر من مرة خلال رحلته حول العالم، تحطمت طائرته 3 مرات، آخرها فى السودان، وفى إريتريا قُبض عليه من قبل السلطات الإريترية بتهمة التجسس؛ لأنه يحمل الجنسية الأمريكية، وسجن 5 أشهر ثم أفرج عنه. بريشا سيطير إلى ليبيا، آخر محطة فى رحلته، وبعدها ربما يعود لكوسوفو ليمارس العمل السياسى؛ لأنه يتطلع للترشح لرئاسة كوسوفو.