شعب كوسوفو يستغرب لماذا لم تعترف مصر بنا؟.. هكذا حدثنى كل من التقيت به فى جمهورية كوسوفو المستقلة التى ترئسها أصغر رئيسة فى دول البلقان والعالم، وهل هناك ضغوط روسية وصربية لعدم الاعتراف بكوسوفو؟ ذلك ما وجدته أثناء رحلتى إلى برشيتنا. أكدت عاطفة يحيى أغا رئيسة جمهورية كوسوفو، أنها سعدت بالثورة المصرية وتساءلت لماذا لم تعترف مصر باستقلالنا؟ متمنية بأن تسرع مصر فى الاعتراف بكوسوفو، مؤكدة أنها تشكر مصر إنها ساندت كوسوفو فى معركة التحرير، ثم الاستقلال، كما ساعدت فى حصول كوسوفو على عضوية البنك الدولى، وأسمنت دعم مصر بانضمام كوسوفو للأمم المتحدة،ومنظمة المؤتمر الإسلامى، والاتحاد الأوروبى، وغيرها من المنظمات الدولية. وأوضحت رئيسة كوسوفو فى أول حوار لصحيفة مصرية وعربية، أن كوسوفو تسير فى طريق الديمقراطية، وهناك دولة مؤسسات تقوم على نظام ديمقراطى وتحترم القاليات وحقوق الإنسان، ولدينا الآن مؤسسات قوية تتمتع باستقلالية، وقد أعدنا بناءها بعد معركة الحرب والاستقلال. ست ساعات قضيتها فى مطار أتاتورك الدولى "ترانزيت"، فى انتظار الطائرة المسافرة إلى "برشيتنا" عاصمة كوسوفو، حيث لا يوجد طيران مباشر إلى تلك الجمهورية الوليدة، التى ترئسها أصغر رئيسة ليس فى دول البلقان فحسب بل فى العالم، وعندما وصلت مطار آدم يشارى الدولى بمدينة "برشيتنا" كان فى استقبالى وفد رفيع برئاسة السفير رجب بويا سفير دولة كوسوفو فى الرياض بالمملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى بعثة رفيعة من إدارة المراسم والإعلام بوزارة الخارجية، وأقمت هناك فى فندق "برشيتنا" على مقربة من الحكومة، الذى يقع فى قلب العاصمة، ويضم متحف لمرحلة الحرب والسلام فى تاريخ كوسوفو وألبانيا. أما رئيس الوزراء الكوسوفى هاشم ثاجى، فأكد أنه يشكر مصر أيضا وينتظر بفارغ الصبر من مصر الاعتراف بدولة كوسوفو المستقلة، وأن يشهد بنفسه افتتاح سفارة لكوسوفو فى القاهرة، وتفعيل العلاقات على المستويات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية. وأضاف "ثاجى" قائلا: "أنتم فى مصر فى مرحلة انتقالية، وأنا متأكد من أنكم ستتجاوزون تلك المرحلة بعد الانتخابات القادمة". وأوضح، أن هناك حرية للأقليات فى كوسوفو، بمن فيهم الصرب الذين حاربوا ووقفوا ضد استقلالنا، ونائب رئيس الوزراء صربى، ونحن نكشف للعالم مدى التسامح الذى تعيشه كوسوفو. وأكد رئيس الوزراء الكوسوفى، أنه لا علاقة لكوسوفو بقضية فلسطين، أو الصراع العربى الإسرائيلى، مؤكدا أن دولته تريد السلام للعالم كله. أما وزير الخارجية أنور خوبى، دعا جميع المستثمرين المصريين للاستثمار فى كوسوفو، مؤكداً أن هناك شركة مصرية طرحت عطاءً للفوز بكهرباء كوسوفو. وأشار وزير الخارجية الى ان الاستقلال كوسوفو ليس ضد أحد والشعب الكوسوفى مستغرب عدم اعتراف مصر باستقلال كوسوفو بعد أن اعترفت بها 77 دولة، مؤكداً أن كوسوفو حصلت على استقلالها بقرار من المحكمة الدولية. وكانت "اليوم السابع" وقناة "25" التى يترأسها الإعلامى الكبير محمد جوهر، والسفير محمد رفاعة الطهطاوى وبعض الصحفيين، تمت دعوتهم لزيارة كوسوفو، والاضطلاع على مؤسسات الدولة الناشئة بعد الحرب، وسوف ننشر نص الحوارات داخل كوسوفو والتحول الديمقراطى فى حلقات قادمة.
