سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الإخوان» يعلنون استعدادهم للتراجع خطوتين إلى الوراء لكسب ود التيارات الثورية «حشمت»: مستعدون للتنازل من أجل التوافق.. و«السيسى»: مصرون على عودة «مرسى»
أعلنت قيادات إخوانية عن استعداد التنظيم للتراجع خطوة إلى الوراء لكسب ود التيارات الثورية التى شاركت فى الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسى، وتوحيد الصف الثورى والقصاص لدماء الشهداء، وإن «الإخوان» ستقدم مبادرة جديدة لتلك التيارات، مفادها تمكينهم من حكم البلاد ودعم مرشحهم فى الانتخابات الرئاسية المقبلة حال دعم التنظيم فى أزمته الحالية. وقال الدكتور محمد جمال حشمت، القيادى البارز فى التنظيم، أمس الأول، إن الجماعة تسعى إلى الوصول لتوافق سياسى على غرار ما نجح فيه راشد الغنوشى، رئيس حركة النهضة الإسلامية فى تونس، حين تنازل عن السلطة وإن الجماعة تستعد لإعلان حدث سياسى مهم فى أبريل، وأن الإخوان لديها نية للتنازل لتجميع المصريين واسترجاع الديمقراطية والحريات. وأضاف: «إذا كان ثمن تجمع المصريين المؤيدين للمسار الديمقراطى، تراجع الإخوان وحزب الحرية والعدالة خطوة أو خطوتين للوراء، فذلك أمر مقبول يمكن بدء الحوار عليه، لكنه لم يحدد شكل هذا التراجع وما إذا كان يتضمن التنازل عن عودة محمد مرسى. وقال محمد السيسى، عضو اللجنة القانونية لحزب الحرية والعدالة، إن تنظيم الإخوان لن يتنازل عن عودة محمد مرسى مرة أخرى إلى الحكم مهما كانت الضغوط، موضحاً أن تصريحات «حشمت» لا تصب فى هذا الاتجاه، مضيفاً: «الخطوة التى سوف يتراجعها الإخوان إلى الوراء تتعلق بمشاركة القوى الثورية فى إدارة الدولة عند العودة مرة أخرى للحكم». وعما إذا كان الإخوان يدركون أن عودتهم إلى الحكم أمر بات أقرب للمستحيل، قال «السيسى» فى تصريحات خاصة: «نحن لا نريد الحكم مرة أخرى، ولكن تواصلنا مع القوى الثورية والشبابية من أجل توضيح أننا إذا عدنا للحكم مرة أخرى سيكون الصوت الأعلى واليد الطولى لما تريده هذه التيارات الثورية من خلال عدم منافسة الإخوان مرة أخرى على الحكم ودعم الاسم الذى تستقر عليه فى الانتخابات الرئاسية»، مشيراً إلى أن القوى الثورية اكتشفت مؤخراً أنه جرى التغرير بها من النظام الحالى للإطاحة بالمعزول، وأنهم الآن عدلوا عن مواقفهم. وكشف «السيسى»، عن أن التنظيم يدير حلقة كبيرة من الحوار مع التيارات الثورية حالياً وأنه فى القريب العاجل سيجرى إعلان أخبار جيدة بخصوص هذه الجولات من الحوار ومن المتوقع أن يشهد تحالف الإخوان توسعاً كبيراً الفترة المقبلة وضم تيارات ثورية جديدة ليبرالية ويسارية. وقال الدكتور عمرو فاروق، عضو الهيئة العليا لحزب الوسط وأحد أعضاء تحالف دعم الشرعية الذى يتزعمه تنظيم الإخوان، إن حديث «حشمت» عن رغبته فى التقارب مع القوى الثورية أمر مفهوم، خصوصاً أن الإخوان كانوا يحكمون البلاد ولا غرابة فى مساعيهم الخاصة بتقديم اعتذار إلى القوى الثورية وكسب ودهم مرة أخرى. وأضاف ل«الوطن»، أنهم فى التحالف أبلغوا القوى الثورية رغبتهم فى تدشين خارطة طريق جديدة، تتضمن حلولاً عاجلة للأزمة السياسية الحالية، بما فيها كل الملفات السياسية وآليات حكم مصر حال عودة الإخوان إلى إدارة الدولة مرة أخرى، فضلاً عن تمكين شباب الثورة من حكم الدولة ودعمهم فى الاسم الذى سيجرى الاستقرار عليه لخوض الانتخابات الرئاسية، والمضى قدماً فى تحقيق العدالة الانتقالية والاجتماعية وإدماج الأطراف المهمشة فى المجتمع. من جانبه، قال أحمد سعيد أبوالوفا، كادر شاب فى تنظيم الإخوان: «الحديث عن تقارب مع القوى الثورية أو الاشتراكية أمر عبثى وتضييع للوقت، خصوصاً أنهم كانوا جزءاً واضحاً من الكتلة التى ساهمت فى الإطاحة بمرسى من الحكم ومن ثم حتى لو اتفقوا مع الإخوان فى أن ما يحدث على الأرض انقلاب، فهم لن يعملوا أبداً تحت رايتهم». وأضاف أن «الإخوان» تحاول كسب ود القوى الثورية بأى ثمن حتى لو كان ذلك يندرج تحت التنازل عن ثوابت الصراع بين الإخوان والدولة، ولكن ذلك لن يحدث، مضيفاً: «القوى الثورية لن تنضوى تحت لواء الإخوان، حتى يلج الجمل من سم الخياط».