في رحلتي الطويلة عرفت لكن لم يسعدني الحظ في التعارف على شخصيتين يشار لهما بالبنان وهما : اولهما السيد الدكتور طارق حجي المفكر والعالم والمثقف الكبير رئيس شركة شل للبترول العالمية في منطقة الشرق الاوسط سابقا منذ زمن طويل والذي تنازل عن وظيفته وهو في قمة عطاءه، اسعى خلفه في كافة وسائل الاعلام المقرؤة والسمعية والمرئية وايضا لقاءته في العديد من المحاضرات العامة كي انهل من علمه وثقافته، ووجدت شخصا غزير في علمة ومعلوماته سلس الحديث عفيف اللسان هادئ لا يفتي فيما ليس له فيه وان ابدى رأي يسبقه بكلمة هذا رأي الشخصي دون تسفيه او تجريح، شجاع في المواجهة دون اي هروب من المواجهة. في الآدارة افاض من خبراته الطويلة في تقديم الرأي والنصيحة الخالصة بكل تواضع، في السياسة له اراء جريئة دون مواربة، اسعد دائما بالسماع له وبنفس راضية حتى لو اختلفت معه في الرأي وتعلمت من الكثير، له كل التقدير لشخصه الكريم. ثانيهما السيد الدكتور عصام حجي العالم والباحث في وكالة ناسا العالمية وهو من العلماء الشباب الذي نفتخر بهم في وصولهم الى هذه المستويات العالمية الرفيعة، وسعدت ايضا عندما اختاره معالي السيد المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية عندما اختاره مستشارا علميا له، لم اسعد ايضا بلقائه ولا التعرف عليه لكن تتبعت ايضا اخباره وتوقعت ان اجد روح الشباب واندفاعاتهم الخلاقة ونقل خبراته الى بلده الاصلي آخذا في اعتباره الظروف المحيطة ببلد في هذه الاوقات العصيبة، وتتبعت خطواته في اجتماعاته مع المسئولين في عدة مجالات لكن وللاسف لم الحظ اي تغيير او جديد في هذا المضمار الى ان فوجئت بتصريحه عن عزمه انشاء وكالة فضاء مصرية في خلال الشهرين القادمين وقد انقضى منهما شهر ول تعليق سابق عن هذا الرأي نشر في نفس هذا المكان منذ ثلاث اسابيع ولن ازيد عليه شيئا، الا ان فوجئت بتصريحه الغريب والعجيب في موضوع جهازي اكتشاف وعلاج الايدز والفيروس سي الذي اعلن منذ عشر ايام تقريبا في مؤتمر عند افتتاح كلية الطب تابعة للأكاديمية العسكرية التابعة للقوات المسلحة وهجومه الشديد لهذا المؤتمر وهذا الاعلان ووصفه بانه فضيحة كبرى علمية لمصر دون ان ينتظر ويطلع على هذه الابحاث ثم يبدي رأيه مهما كان الرأي لكنه شن هجوم غير مبرر عليه دون ابداء اسباب علميه واضحة، مع اعترافي بان المؤتمر لم يعد له جيدا وان الاختراع كان صدمة غير متوقعة خاصة بعد الاعلان عن اكتشاف علاج للفيروس سي في امريكا وكانت الدكتورة نادية زخاري وزيرة البحث العلمي السابقة قد رفضت التعاون مع الباحث الامريكي في ذلك. مع تسليمي بان الاختراع كان غير متوقع الا ان كافة الاختراعات على مدار التاريخ دائما تكون شيئ غير مألوف وغير متوقع، هل نسينا عباس بن فرناس اول من فكر في الطيران هو مفجر صناعة الطائرات في العالم ام من اكتشف كروية الكرة الارضية، ايها السادة مهلا بعلمائنا العظام وبشعبنا العطاء علينا التروي في الحكم قبل اصدار احكام اعدام على اكار نيرة سوف تقلب موازين الدواء في العالم، يا دكتور عصام لاتهرب من لقاءات كانت معدة لك في القاهرة للمناقشة والخروج من هذا المأزق الا انك فضلت عدم المواجهة !!!!