الدراما أحيانًا لا تكذب عندما أشار المسلسل التليفزيوني "فرعون" إلى نوعية من البشر يُزج بهم وسط المظاهرات والوقفات الاحتجاجية لإشعال الوقفات، ومن ثَمّ يستفزون المتظاهرين حتى يشتبكون معهم وتأتي الفرصة ل"البلطجية" للاشتباك مع المحتجين، مشهد درامي لا يسعه وصف غير ذلك. ولكن يتحوّل جزء من المشهد إلى حقيقة شهدتها سلالم محكمة النقض، حيث وقفت سيدة في العقد الثالث في منتصف وقفة احتجاجية تضامنًا مع الناشط السياسي علاء عبدالفتاح مطالبة بالإفراج عنه، ويسمع المحتجون أقوالها الرنانة: "يعني إيه واحد يعتقل عشان مش عارفة معاه إيه"، "اللي معاه فلوس ونفوذ وسلطة في البلد دي بيمسك الكراسي.. من إرهابيين.. هندخل تاني للبرتيتيا الحرامية"، وتشتد الأعصاب ويتفاعل مع حديثها المحتجون بأن "الخسران الشعب ده.. الفقرا.. إحنا عاملين زي الساقية إحنا البقرة.. نخرج السلطة.. عشان ييجي واحد يقولك إحنا كبرات البلد". و"يا حماسة ما تمت" حتى قررت السيدة نفسها التخلي عن موقفها عندما ظهرت في المشهد مجموعة أخرى مؤيّدة للمشير عبدالفتاح السيسي ويهتفون في وجوه المتظاهرين "يا خونة.. يا خونة"، "طول عمركم خونة .. ابعدوا خلّوا الناس تخش وتطلع.. مش بلدكم دي"، ويصل إلى حد السباب، فتقرر السيدة المتحمسة ل"علاء عبدالفتاح" في بادئ الأمر التنصل مما قالت وتردد "أنا مش تبع دول خالص" وتقف إلى جوار محبي السيسي وتحاول جاهدة في إقناعهم بأنها ليست تبع "6 إسرائيل .. أنا بتكلم عن حال دولة.. أنا معرفش إن دول 6 إسرائيل .. أنا آسفة"، وتزداد الحبكة الدرامية بقولها "السيسي ده جوة قلبي.. والجيش ده جوة قلبنا" وحتى تجدي المحاولات نفعًا تنضم إلى رافضي هذه المظاهرات على الجانب الآخر من سلالم المحكمة وتردد معهم: "الجيش والشعب إيد واحدة.. السيسي عمهم وحارق دمهم".