ذكر "معهد ذا أتلانتيك" الأمريكي في تقرير له اليوم، أّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليس لديه فكرة عما يجب فعله تجاه إيران. وأوضح المعهد الأمريكي في تقريره أنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوقف هجوما على إيران قبل تنفيذه، قائلا إنّ عدد القتلى المقدر لهم ب150 لا يتناسب مع إسقاط طائرة دون طيار وأمس الثلاثاء، وبعد أنّ هاجم الرئيس الإيراني حسن روحاني ترامب وإدارته، غرّد ترامب: "أي هجوم من جانب إيران على أي شيء أمريكي سيقابل بقوة كبيرة". وأضاف المعهد الأمريكي في تقريره أنّه وعند قراءة تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من المستحيل معرفة سياسته تجاه إيران، ومن الواضح أنّ ترامب نفسه لا يعرف شيئًا أيضًا، ولا يعرف أي من الخيارين أفضل، أهو الردود النسبية، أم الإلغاء لأي هجوم؟ ويبدو أنّ التقييمات التفصيلية لأي من الخيارين لا معنى لها عندما لا يدوم أي خيار أطول من العمر الافتراضي للتغريدة التيي يكتبها ترامب، ومن المفيد أنّ نقارن ذلك ب"الخط الأحمر الفاشل" الذي استخدمه الرئيس السابق باراك أوباما لاستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، وهو الأمر الذي لم ينفذه، لكن الأوضاع الآن مختلفة فعليًا، لقد وضع أوباما سياسة واضحة ثم وجد أنّه لا يستطيع فرضها، بينما لم يضع ترامب سياسة واضحة في المقام الأول". وأشار المعهد الأمريكي في تقريره إلى تقرير صحيفة "واشنطن بوست" الذي ذكرت فيه أنّ وزير الخارجية مايك بومبو قام بتسليم رسالة إلى القادة العراقيين، تهدف إلى إيصالها إلى إيران، مفادها أنّ مقتل أي أمريكي سيؤدي إلى هجوم أمريكي، وفي تغريدة له خلال الأسبوع الماضي، قال ترامب إنّ إيران لن يُسمح لها أبدًا بالحصول على أسلحة نووية، وفي تغريدة له اليوم، قال ترامب إنّ أي هجوم على أي شيء أمريكي من شأنه أنّ يفتح حربا مع إيران، وعلى الرغم من أنّ إيران أسقطت طائرة أمريكية دون طيار، قرر الرئيس الأمريكي في نهاية المطاف عدم شن هجوم ردا على ذلك، ومن الإنصاف أنّ نقول إنّ إيران هي لغز السياسة الخارجية الذي أربك العديد من الرؤساء الأمريكيين، لكن ترامب جعل وضعه أكثر صعوبة. وتابع المعهد الأمريكي في تقريره أنّ فريق ترامب يمتلئ بالمستشارين المكلفين بالأعمال المؤقتة، بما في ذلك وزير الدفاع، إذ إنّه لا يثق بالمستشارين المكلفين بالأعمال الطويلة، وتحدث سابقا باستخفاف عن مستشار الأمن القومي جون بولتون في العلن، قائلاً إنّ بولتون من الصقور الأمريكية على الإطلاق، وإذا كان الأمر متروكًا له، فسيتعامل مع العالم كله في وقت واحد". واستطرد المعهد الأمريكي أنّه غالبا ما يتجاهل الرؤساء آراء مستشاريهم، و"المشكلة هي أنّ ترامب لا يبدو أنّه يمتلك المعرفة أو الحكم لصياغة سياسة مستقلة من نصائحهم، لأنّه لم يكلف نفسه عناء التعرف على إيران في المقام الأول، فقد كانت سياسته منذ البداية (إيران سيئة، واتفاق أوباما النووي مع إيران كان سيئًا)، وتشكلت سياسته إلى حد كبير من خلال أخبار فوكس نيوز، إنّ اهتمام ترامب بالاقتراب من الموضوعات التي يتعامل معها قد انتشر مرارا وتكرارا، فمن ملف الرعاية الصحية الذي قال فيه (سيكون الأمر سهلاً للغاية) ثم قال (لم يكن أحد يعلم أنّ الرعاية الصحية قد تكون معقدة للغاية)، إلى أمن الحدود وحتى السياسة التجارية". وقال المعهد الأمريكي في تقريره، إنّ هذا الجهل والتردد في مكان خطير عندما تقف الأمة على شفا حرب إطلاق النار، فمن المستحيل بالنسبة لإيران أنّ تعرف ماهية وجهة نظر البيت الأبيض، ما يزيد فرصها في سوء التقدير وتتسبب في صراع متصاعد، في حين أنّ إبعاد الإيرانيين عن حذرهم قد يبدو مفيدًا، مثل نظرية (الرجل المجنون) للرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون، فإنّ الضربة الفاشلة تعني أنّهم قد يكونون مشوشون ولكنهم أقل خوفًا أيضًا، وفي الوقت ذاته، لا توجد وسيلة للحلفاء لمعرفة كيفية دعم موقف الولاياتالمتحدة، والذي يستمر في التغير باستمرار، حتى الجيش الأمريكي لا يعرف ما يريده ترامب". واختتم المعهد الأمريكي تقريره بالقول: "حذر المراقبون والمحللون منذ شهور من أنّه عندما يقع ترامب في أزمة دولية حقيقية، فإنّه سيواجه أزمة مصداقية، إذ إنّ الأمريكيين لن يثقوا في كلمته، ولن يقف الحلفاء خلفه، والحقيقة هي أنّ المواجهة مع إيران تُظهر بعض الدلائل على أنّها مثل هذه الأزمة، لكن ترامب تخلص إلى حد كبير من مشكلة المصداقية من خلال كونه غير متماسك تمامًا، لا يمكن أنّ تفتقر السياسة إلى المصداقية إذا لم تكن موجودة في المقام الأول".