قبل ثلاثة أيام من احتفال الليبيين بالذكرى الثالثة لثورة 17 فبراير 2011، فاجأ اللواء خليفة حفتر، القائد السابق للقوات البرية الليبية، في بيان مصور له اليوم، الجميع، بإعلانه تجميد عمل المؤتمر الوطني والحكومة الليبية التي يرأسها علي زيدان، وتعطيل الإعلان الدستوري، وأكد في البيان أن "هذا ليس انقلابًا عسكريًا"، لأن "زمن الانقلابات قد ولى"- بحسب قوله- وأن وقوفه إلى جانب الشعب الليبي، وأعلن "خارطة طريق" مؤلّفة من 5 بنود. إعلان "حفتر" خارطة طريق من خمسة بنود، كانت كفيلة بإثارة الفوضى في البلاد من خلال مشاركة عدد كبير من الشبان الليبيين وقسم من الجنود التابعين للقائد العسكري السابق في الانتشار في الشوارع مسلحين، وإغلاقهم الطرق والسيطرة على موانئ حيوية في المنطقة، ما دفع السلطات الليبية إلى اتخاذ إجراءات قانونية بموجب القانون العسكري ضد "حفتر". واستطاع "اللواء حفتر" كسب شعبية واسعة من خلال دعمه للثورة الليبية منذ انضمامه إلى ثورة 17 فبراير، ولعب دورًا بارزًا في دعم الثوار ماديًا ومعنويًا في الجبهات، قبل مقتل الزعيم الليبي معمر القذافي. ويعد خليفة بلقاسم حفتر، عسكريًا ليبيًا منشقًا عن نظام القذافي منذ أواخر الثمانينيات، وعاد إلى ليبيا بعد منفى في الولاياتالمتحدة دام 20 عاما. وقاد حفتر القوات المسلحة الليبية خلال الحرب الليبية التشادية، وانتصر هناك واحتل تشاد في فترة قصيرة، وبعد أن طلب من القذافي الدعم المتوفر آنذاك لم ينفذ الطلب خوفًا على أن يرجع حفتر منتصرًا ويستولي على حكم ليبيا. وأُسر حفتر مع مئات الجنود الليبيين في معركة وادي الدوم يوم 22 مارس 1987، وبعد الأسر انشق هو وبعض من رفاقه من الضباط على القذافي في سجون تشاد وأُفرج عنهم وغادروا إلى أمريكا ليكونوّا جيشًا وطنيًا معارضًا. وبدأ "حفتر" داخل سجون تشاد يبتعد عن نظام القذافي حتى قرر أواخر 1987 ومجموعة من الضباط وضباط صف وجنود ومجندين الانخراط في صفوف الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا المعارضة، وأعلنوا في 21 يونيو 1988 عن إنشاء الجيش الوطني الليبي كجناح عسكري تابع لها تحت قيادة حفتر. وعاد القائد العسكري من منفاه في مارس 2011 لينضمّ إلى ثورة 17 فبراير وكان موجودًا في بنغازي قبل دخول المجموعات التابعة للقذافي في 19-3-2011، حيث كان له الدور البارز في دعم الثوار ماديًا ومعنويًا في الجبهات. وخلال إعادة تشكيل الجيش الوطني الليبي في نوفمبر 2011، توافق نحو 150 من الضباط وضباط الصف على تسمية خليفة حفتر رئيساً لأركان الجيش، معتبرين أنّه الأحقّ بالمنصب نظراً لأقدميته وخبرته وتقديراً لجهوده من أجل الثورة.