سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصور| "ماندو" بطل العالم في ال"كيك بوكسنج": العالم كله احتفل بإنجازي إلا "كوكب مصر الشقيق" عبد الله أبو اليزيد: السفير المصري في أوغندا "معبرناش".. وافتكروني في المطار معايا "حزام ناسف"
في صمت رهيب، وبعيدا عن الأضواء، عاد إلى وطنه يحتفل بالنصر، تخيل استقبال حافل في مطار القاهرة، وجماهير تحتفل به وترفع صوره، والكاميرات تتسابق لالتقاط الأحاديث التليفزيونية والصحفية معه، كما حدث معه في بلاد خصومه، ولكن هيهات فهو ليس نجم كرة عاد بعد رحلة احتراف بائسة في الخارج لتعرف مصر كلها موعد قدومه، أو فريق عاد من بطولة قارية أو عالمية اكتفى بها بالتمثيل المشرف، وإنما هو "ماندو"، بطل العالم في "الكيك بوكسنج"، أو كما يسميه محترفو اللعبة "ملك الألعاب القتالية"، الذي كان حديث العالم خلال الأيام الماضية، إلا أنه لم يجد في كوكب مصر الحبيب من يعرف حتى اسمه. "اسمي عبد الله عطية أبو اليزيد، وشهرتي ماندو"، هو حكاية بطل لها العجب، احتفل بعامه ال 18 منذ أيام وبلقبه العالمي أيضا، لم يكن مثله مثل أقرانه من طلاب الثانوية العامة، التي هو يدرس في مرحلتها النهائية حاليا، يكرس حياته بين الكتب والدروس الخصوصية، وإنما اختار لنفسه طريق الرياضة، فمارس أغلب الرياضات بداية من ألعاب القوى أو كما يطلقون عليها "أم الألعاب" مرورا بكرة اليد وكرة السلة، وحتى أصبح بطل الجمهورية في الملاكمة، وليس ذلك في حسب بل كان لاعبا في صفوف فريق الكرة بنادي "حرس الحدود"، إلا أنه ترك الشهرة والأموال، ويحكي عن ذلك قائلا "كنت بلعب في حرس الحدود، إلا أن الكرة معدتش زي زمان وكلها مشاكل وأزمات، وأنا بحب دايما أكون متميز، مش مجرد لاعب وسط عشرات آلاف اللاعبين بيمارسوا كرة القدم". "الكيك بوكسنج" أصبحت ل"ماندو" اللعبة التي وجد نفسه فيها ، ويحكي عن ذلك بقوله: "كنت بلعب ضمن فريق الملاكمة بنادي كفر الشيخ الرياضي، بقيادة الكابتن محمود حنيش مذن عام 2011، وحصدت مركز الأول على مستوى الجمهورية مرتين على التوالي، في تلك الفترة تعرفت على الكابتن حمادة عبد الغني، وبدأ يفهمني يعني ايه (كيك بوكسنج)، وحسيت وقتها أنها رياضة قوية جدا، وكل طاقاتي هتطلع فيها، وبدأنا التدريب أوائل عام 2013، التدريب من 3- 5 ساعات يوميا مقسمة على فترات اليوم، لعبت خلال سنة 31 مباراة خارج وداخل مصر، واجهت لاعبين من تركيا وإسبانبا وصربيا، حتى أوصل للعب على حزام بطولة العالم مع بطل العالم الأوغندي والمحترف بألمانيا وحاصل على جنسيتها". 28 ديسمبر 2013، استقبل مطار "كمبالا" في أوغندا، عبد الله ومدربه، ويقول عن تلك اللحظات "خرجنا من مصر مواطنيين عاديين، نلعب باسم الجمعية المصرية ل(الكيك بوكسنج) والمعترف بها في كل دول العالم إلا مصر، فهناك رفض لتحويلها إلى اتحاد حتى الآن، وحتى بعد ما وصلنا أوغندا وكلمنا السفير المصري هناك ومعبرناش، إلا أن المسؤولين في أوغندا كان اهتمامهم أكبر، واستقبلونا أحسن استقبال، وعملت لقاءات مع صحف أوغندية وعالمية، وفي محطات تلفزيونية، وكان في مؤتمر صحفي قبل اللقاء حضرته مع المنافس". حديث "ماندو" لا ينتهي عن "الكينج بوكسنج"، فيقول لمن لا يعرفه: "اللعبة تجمع قوة الملاكمة متمثلة في الذراعين، وقوة الكونغوفو في القدمين بالإضافة إلى الركبة، فيكمل الأثنين بعض، وهي قوة ضاربة ولا توجد لعبة في قوتها، كما أنها تمارس على حلبة البوكس وهي مرحلة الاحتراف، أما مرحلة المبتدأين فتكون على البساط، والزي فيها مثل زي لاعبي الملاكمة المحترفين، (شورت وقفاز وواقي للقدم) يظهر بها اللاعب أثناء النزال"، متابعا "الفرق بينا وبين الدول التانية، إن كل حاجة بنظام، بطل العالم كنز، له من يرعاه سواء نادي أو اتحاد يخصص له جهاز فني وطبي كامل، نظام غذائي متكامل أماكن تدريب مجهزة، أما في مصر بطل العالم بياكل فول وطعمية، وبيدور على مكان يتدرب فيه". في 1 يناير 2014 كان اللقاء الحاسم بين "ماندو ورونالدو موبولا"، والذي يحظى بالشهرة العالية عالميا، وهزم لاعبين من جميع دول العالم خلال 41 مباراة بالضربة القاضية، ويقول "ماندو": "كانت جميع التوقعات في صالحه، فهو أكثر خبرة وفي عامه ال 26 ويكبرني ب 8 سنين، كما أنه بطل العالم من 2010"، وعن أجواء المباراة يحكي: "اللعبة تشبه كثيرا ملاكمة المحترفين، المباراة 5 جولات، والجولة مدتها 3 دقائق، هزمني في الجولة الأولى إلا أنني فزت ب 4 جولات متتالية، ونزعت لقب بطولة العالم منه وحزام البطولة وسط حضور جماهيري كبير وصل إلى 5000 متفرج من أنصاره، واحتفل بيا الاتحاد العالمي ل(الكيك بوكسنج)، وظهرت في صحف ووسائل إعلام عالمية ووكالات أنباء". الحال تغير كثيرا مع "عبد الله"، عندما نزل مصر "حسيت أن البلد ظلمتني كتير جدا، وأني معملتش حاجة، محققتش بطولة، حتى في المطار أثناء التفتيش، افتكروا حزام البطولة فيه متفجرات (حزام ناسف)، ولما قلت لهم أني بطل العالم مردوش عليا، حتى لما رجعت كفر الشيخ، والدتي عملت لي حفلة تكريم في الاستاد على حسابها، صرفت فيها 3 ألاف جنيه، وأنا بصرف على تدريبي وبطولاتي من جيبي الشخصي"، متمنيا اهتمام الدولة وزارة الرياضة بالألعاب "وزير الرياضة مش وزير الكرة بس، ولازم يهتم بالأبطال والألعاب الفردية، البطل في لعبة فردية لما يحقق بطولة يكون قد فريق كامل في كرة القدم". "مش عايز شهرة، أنا عايز لعبتي تتعرف وتنتشر، ويكون لها اتحادها، ولو كنت عايز اشتهر كنت رفعت شارة رابعة زي اللي عملوها قبلي، وكان وقتها وزارة الرياضة اللي مش بتعترف بلعبتي اصلا، ممكن كانت عقبتني، لكن أنا أرفض أن السياسة تدخل في الرياضة من الأساس، واللي عملوا كدة غاويين شهرة، وأنا أعذرههم لأن لا الدولة ولا الإعلام مهتم بيهم"، هكذا يرى "عبد الله" أن الطريق للشهرة قد يصبح سهل الآن برفع شارة سياسية، ولكن الأصعب حسب وصفه، أن يشتهر اللاعب بعرقه وجهده، لأن الرياضي المتفوق لازم يبعد السياسة عن الرياضة. "مبارتين واحتفظ باللقب مدى الحياة"، يتطلع "ماندو" لحلمه الجديد للحفاظ على لقبه،وحلمه أن يكون أفضل لاعبي العالم في الكيك بوكسنج، رافضا عروض الاحتراف التي انهالت عليه بعد فوزه باللقب، ومنها "عرض روسي بالحصول على الجنسية واللعب ممثلا لروسيا، ورفضته مع عروض تانية، لأني عايز أفضل في بلدي ومتغربش، ومهما اتعمل فيا مش هسيبها، أنا جايلي عقود احتراف برة، وتجنيس من روسيا وفرنسا ورفضت، بس هكمل هنا في بلدي".