سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الوطن» ترصد تفاصيل مقتل «زقزوق»..اشتباكات أهالى «الرطمة» مع زقزوق وعصابته استمرت 15 دقيقة.. و2500 شاركوا فى الجريمة القبض على 8 من شركاء «زقزوق».. ومصدر أمنى: لن نستطيع تحديد المتهمين من الأهالى
تحولت قرية الرطمة بدمياط إلى ثكنة عسكرية، بعد الأحداث والاشتباكات التى اندلعت بين أهالى القرية وحمادة زقزوق (أخطر بلطجى فى المحافظة) وآخرين من أفراد عصابته وانتهت بقتل «زقزوق» والتمثيل بجثته وإشعال النيران فيها بعدما أطلق الرصاص على أهالى القرية وقتل أحدهم وأصاب 4. انتقلت «الوطن» إلى مكان الأحداث فى دمياط.. الهدوء الحذر يعم قرية الرطمة ورائحة الموت تنتشر فى المكان.. الطريق إلى القرية ترابى والمنازل قديمة تتكون من طابقين أو 3 طوابق على الأكثر.. أهالى المنطقة يتحركون فى حذر شديد.. مشاهد الدم وأصوات إطلاق الرصاص لا تغيب عن أهالى القرية الذين امتنعوا عن الخروج من منازلهم خوفا من تجدد الاشباكات مرة أخرى وقيام أصدقاء زقزوق من المسجلين خطر بإطلاق الرصاص عليهم. «كان نفسه يتجوز.. ده كان باقى 3 شهور على حفل زفافه.. وكان دايما يقول لى أنا نفسى أعمل فرح البلد كلها تتكلم عنه.. الله يرحمه مات غدر»، بهذه الكلمات بدأ محمد فرج (28 سنة، نجار) الحديث عن شقيقه حسن الذى لقى مصرعه أثناء قيام عصابة زقزوق بإطلاق الرصاص على أهالى القرية. وأضاف أن شقيقه شخص طيب وكان ملتزما دينيا ودائم الصلاة، وأنه يتحمل المسئولية معه منذ وفاة والده منذ 4 سنوات وكان يجهز لحفل زفافه الذى كان محددا فى عيد الأضحى. وقال إنه كان فى دمياط يشترى بعض مستلزمات البيت وأثناء عودته فوجئ بوجود مشاجرة بين الأهالى وعصابة زقزوق، وأشار إلى أنه استقل سيارة ووصل إلى القرية وفور وصوله فوجئ بشقيقه مصابا بطلق نارى اخترق صدره ولم يتمكن من إسعافه لأنه لفظ أنفاسه الأخيرة قبل وصوله المستشفى. وقال شقيق المجنى عليه إن شقيقه مات شهيدا ولا يتساوى مع مقتل البلطجى حمادة زقزوق لأن الأخير مسجل خطر وهارب من عدة أحكام قضائية. وطلب من ضباط المباحث القصاص لشقيقه الذى راح برصاص الغدر. وأكد حمدان جمال (23 سنة، صياد) أنه كان بصحبة المجنى عليه أثناء الأحداث فقال إنه ذهب إلى منزل الضحية حسن فرج وجلس معه لمدة 10 دقائق وبعدها طلب منه المجنى عليه أن يذهبا إلى المقهى، وأضاف: «أنثاء سيرنا -وكان ذلك حوالى الساعة 5 مساء- سمعنا صوت أعيرة نارية على كوبرى القرية وبعدها بدقيقة واحدة لقيت المجنى عليه بيقول لى أنا أخدت رصاصة فى صدرى، وبصيت لقيت فتحة دخول وخروج فى جسد الضحية. والله المجنى عليه مكنش ليه أى ذنب فى الخناقة كان شاب طيب وكان كل حلمه إنه يتجوز». الطفل إبراهيم (10 سنوات، من أهالى القرية) يروى الأحداث قائلا «القتيل زقزوق كان معدى بسلاح آلى وواحد من أهالى القرية قال له متمشيش بالسلاح، رد عليه زقزوق وقال له أنا همشى بالطريقة اللى تعجبنى، وبعدها زقزوق ضرب نار على الراجل وأصابه فى قدمه، وبعدين عصابة زقزوق ضربوا نار على أهالى القرية.. والناس اتجمعت وهجموا على زقزوق وعصابته ولما عرفوا إن واحد مات و4 مصابين، قام أهالى القرية بقتل زقزوق وولعوا فيه من غيظهم.. والشرطة جت ولما الضباط شافوا الجثة قالوا هو ده زقزوق؟ وماكانوش مصدقين». أما محمد وهدان (38 سنة، نجار من أهالى القرية) فقال: «والله زقزوق ده كان يستاهل الموت من زمان لأنه عيّش القرية والقرى المجاورة فى ذعر ورعب، وكان يرتكب أعمال خطف وسرقة وقتل فى المنطقة بالإضافة إلى قيامه بإطلاق الرصاص فى الهواء مما أصاب أطفال القرية بالرعب والفزع.. واللى حصل يوم الواقعة: كان زقزوق جاى عند أول البلد ومعه «قارب» فى سيارة ربع نقل وكان معه 4 من أفراد التشكيل العصابى حاملين البنادق الآلية وعايزين ينزلوا القارب. أضاف: «أحد أفراد القرية ويدعى سيد رجب قال له يابنى مينفعش تفضل شايل السلاح كده على طول، فحدثت بينهما مشادة كلامية وقام بإطلاق الرصاص عليه وأصابه فى قدمه.. وأطلق عدة أعيرة نارية فى الهواء لإرهاب القرية مما دفعهم للتجمع بالشوم والزجاجات الفارغة، فاستمر زقزوق فى ضرب النار بطريقه عشوائية واتقتل حسن فرج من أهالى القرية وأصيب 4 آخرين مما دفع أهالى القرية للانتقام من زقزوق وعصابته، حتى لفظ زقزوق أنفاسه الأخيرة، وأضاف أنه عقب ذلك أسرع الأهالى لإنقاذ المصابين. وقال إن أطفال القرية هم الذين أشعلوا فى جسده النيران من غيظهم فيه. ويقول إبراهيم -من أهالى القرية: اللى اتقتل من عندنا شهيد واللى اتمثل بجثته كان بلطجى وقبل مايموت قال لينا أنا هنَيِّمكوا من المغرب يا ولاد... وأنا مبيهمنيش الحكومة أصلها بنت«...». وقال إن الواقعة كلها استغرقت 15 دقيقة. وأضاف أن أهالى القرية رفضوا تسليم جثة القتيل لأقاربه إلا أن الشرطة تدخلت وقامت بإطلاق قنابل مسيلة للدموع وتمكنت من نقل جثة القتيل فى سيارة إسعاف بعد تحطيم «النعش» الذى كان يحمله. وفى سياق متصل، تمكنت الأجهزة الأمنية بقيادة اللواء سامى فريد مدير أمن دمياط من القبض على 8 متهمين من أفراد التشكيل العصابى التابعين ل«زقزوق»، وما زالت الأجهزة الأمنية تلاحق بقية أفراد التشكيل البالغ عددهم حوالى 30 مسجل خطر، حسبما قال الأهالى لرجال المباحث. وكشفت تحريات المباحث أن قرابة 2500 شخص من أهالى القرية اشتركوا فى واقعة قتل «زقزوق»، وأن التحريات لم تتوصل حتى الآن إلى فاعلين أصليين فى الواقعة، كما أضافت أن القتيل مسجل خطر، سبق اتهامه فى عدة قضايا قتل، وسرقة بالإكراه، وأنه هو من افتعل المشاجرة بعد إطلاق عدة أعيرة نارية فى الهواء لإرهاب أهالى القرية، مما دفعهم إلى التشاجر معه، ثم تجمع المئات من أهالى القرية وقاموا بقتله والتمثيل بجثته بعد مقتل وإصابة 4 أشخاص منهم. وقال مصدر أمنى ل«الوطن» إن المباحث لن تتمكن من تحديد متهمين فى تلك الواقعة، وانتقلت النيابة إلى مكان الواقعة للمعاينة وتمت مناظرة جثة «زقزوق»، وقررت انتداب الطب الشرعى لتشريحها، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، واستدعت عددا من شهود العيان لسماع أقوالهم.