"ما اجتمع المال والسلطة إلا وكان الفساد ثالثهما".. تلك هي الرسالة المباشرة التي أراد الكاتب توصيلها. وفي روايته "انقلاب" الصادرة عن دار "الرواق" للنشر يرصد مصطفى عبيد جانبًا من كواليس صراع البيزنس والسياسة في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك. "أحداث الرواية حقيقية، وشخصياتها مشت على هذه الأرض، والكاتب مسؤول عما كتبته يداه، وعلى المتضرر اللجوء إلى الكلمة" بهذه الكلمات يفتتح الكاتب روايته، مستعينًا بصحفي موهوب فاسد لينقل على لسانه زاوية من الصورة القاتمة "لقد تفشى فيروس الشيخوخة في جسد الدولة بعد أن ضرب النظام الحاكم الرقم القياسي في فترة بقائه التي حرص فيها على عدم إجراء أي تغييرات حقيقية.. نما الفساد، وتدلّت كروش الانتهازيين الذين استفادوا من ثغرات القوانين وتشجيع الحكومة الدائم للقطاع الخاص ومنحه كل التيسيرات الممكنة لإقامة مشروعات جديدة". وواصل الصحفي اعترافاته قائلاً: "وفي هذا المناخ كان عليّ أن أدير معاركي، كنت أول من اقتحم سهرات مجتمع الأعمال بقلمه وكاميراته ومخبريه.. نشرتُ أسراراً، واحتفظت بأخرى، وجمعت ملفات وحكايات وفضائح وعملت مستشاراً ثقافيًا وإعلامياً لزمرة من المليارديرات الجدد.. حصلت على أراضٍ وشقق بتراب الفلوس، وتعاقدت على حملات إعلانية بملايين الجنيهات، ما مكنّي أن أعيش كواحد من أمراء المماليك في العصور الوسطى". وتركز الرواية بلغة أقرب للشعرية وأجواء بوليسية على وجود تنظيم غير رسمي لدى الدولة لاغتيال خصومها معنويًا وماديًا يديره رجل الحزب الحاكم الداهية الذي كان يعمل فيما قبل بالمخابرات. وتقدم الرواية رؤية واقعية لفضائح رجال أعمال نظام مبارك وكيف كان سببًا في اشتعال الغضب ضد النظام الحاكم، ومن بين شخصيات الرواية البارزة شخصية رجل أعمال مغرم بالنساء ومتفنن في اصطياد الفنانات وسيدات المجتمع الشهيرات وتصويرهن للسيطرة عليهن، إلا أن حياتها تنقلب رأسًا على عقب فجأة بعد أن يدخل لأول مرة في حياته في قصة حب حقيقية، وهو ما يدفعه في النهاية إلى الصدام مع النظام السياسي الحاكم. وتعد تلك الرواية هي الثانية للكاتب بعد رواية "ذاكرة الرصاص" التي صدرت عن دار كنوز للنشر.