تُعد كلية طب "بنين" الأزهر بدمياط ومستشفى الجامعة التابعة لها، علامة فارقة في تاريخ الطب، حيث تتمتع بموقع استراتيجي متميز في محافظة دمياط، جعلها محط أنظار الجميع في محافظات الدلتا ومدن القناة. أضف إلى ذلك القفزة النوعية التي حققتها الكلية بدعم ورعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والدكتور محمد المحرصاوي، رئيس الجامعة، والدكتور طارق سلمان، نائب رئيس الجامعة المشرف العام على قطاع المستشفيات، حيث جرى افتتاح واستقبال مرضى أورام المخ والعصب الخامس والوحمات الدموية والأورام الثانوية بوحدة "الجاما نايف" بالمستشفى. وقال الدكتور محمود ميدان، عميد كلية طب الأزهر "بنين" بدمياط الجديدة، إن مستشفى الأزهر بدمياط تستقبل أكبر عدد من حوادث الطرق في مصر، وتقدم كل أوجه الرعاية الطبية لهم، لأن الاهتمام بحياة وصحة المواطن المصري في مقدمة أولويات المستشفى، ولا يوجد في مصر سوى مركزين فقط للجاما نايف: معهد ناصر والمركز الطبي العالمي، لارتفاع سعر جهاز الجاما. وأوضح أن جلسات علاج الجاما نايف ليست للأغنياء فقط، ومتاحة للفقراء وغير القادرين. وأوضح الدكتور محمد ميرة، مدير عام مستشفى طب الأزهر بدمياط ، أن هذه التقنية أدخلت مصر عام 1997م، وكانت وزارة الصحة ترسل المرضى إلى السويد لتلقي العلاج، حيث كانت تكلفة علاج الفرد وقتها 15 ألف دولار، إضافة إلى تذاكر السفر، وجرى التفكير في إنشاء وحدة بالمستشفى لعلاج هؤلاء المرضى بدل السفر للخارج. وأشار الدكتور محمد حسام الدين أبو شهبة، رئيس قسم جراحة المخ والأعصاب، إلى أن الجاما نايف تعتبر وسيلة جديدة للقضاء على أورام المخ، حيث تعتبر وسيلة آمنة تقضي على الورم دون اللجوء إلى الجراحة التقليدية، ومضاعفاتها الخطيرة خصوصًا في الأورام، التي تكون مجاورة لأماكن خطيرة في المخ. وتقضي الجاما نايف، على الورم دون المساس بالخلايا السليمة حيث يتم تحديد الورم بدقة وتسليط أشعة موجهة عليه فيتم التخلص منه، وهذه التقنية تجنب المريض الذي يعاني من أورام بالمخ من التعرض للعلاج الكيماوي أو الإشعاعي بما لهما من آثار جانبية خطيرة على المريض في التمددات الشريانية الوريدية بالمخ كالعيوب الخلقية مثل الوحمات الدموية وأورام الغدة النخامية والأورام السحائية أو ما تسمى بأورام أغشية المخ والثانويات السرطانية في المخ وبعض أورام العين والعصب البصري وأورام العصب الثامن وهو عصب الاتزان والسمع وكذلك العصب الخامس. وأفاد الدكتور هداية هندام، نائب مدير المستشفى أستاذ جراحة المخ والأعصاب، إن الجديد في الجاما نايف، أنه يمكن استخدامها في أورام الرأس والرقبة. ويعتبر ورم Craniopharyngioma من الأورام الشرسة التي تصيب الأطفال، وأيضًا في سن البلوغ ويؤثر على هرمونات البلوغ ويضغط على العصب البصري مسببًا فقدان البصر، ويجري العلاج من خلال الجاما نايف، حيث يقلل من فرص ارتجاع الورم و تحجيمه، وتحسين نوعية الحياة للمريض فيتم الحفاظ على الإبصار، ويعطي فرصة لعودة هرمونات الغدة النخامية لطبيعتها، وطبيعة هذا الورم أنه يؤدي إلى فقدان البصر، والجاما نايف، تحافظ على ما تبقى من الإبصار، حيث إن هذا النوع من الورم ينمو بشكل كبير ويؤثر على الأجزاء السليمة في المخ، ويعتبر من الأورام النشطة التي تضغط على خلايا المخ السليمة فتؤثر على عملها.