افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى، اليوم، القمة العربية الأوروبية بمدينة شرم الشيخ، والتى تُعقد تحت عنوان «الاستثمار فى الاستقرار» بحضور ملوك وقادة 50 دولة عربية وأوروبية، وتناقش العديد من القضايا لتعزيز الشراكة العربية الأوروبية والتحديات الإقليمية المشتركة، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، وتختتم القمة أعمالها عصر اليوم ببيان ختامى. ويحضر القمة العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومن قادة الدول الأوروبية، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الرومانى كلاوس يوهانيس بصفته الرئيس الحالى للاتحاد الأوروبى، والرئيس القبرصى نيكوس أناستاسيادس، ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماى. وأعربت جامعة الدول العربية عن قناعتها وثقتها فى نجاح قمة شرم الشيخ العربية الأوروبية الأولى، مؤكدة أن حجم المشاركة بها من قادة ورؤساء دول وحكومات الدول العربية والأوروبية يعكس مكانة مصر الإقليمية والدولية، وأهمية توقيت القمة فى سياق التحديات والاهتمامات المشتركة بين الكتلتين الإقليميتين. وقال السفير حسام زكى، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس مكتب الأمين العام للجامعة، إن جدول أعمال القمة العربية الأوروبية الأولى يعد جدول أعمال مفتوحاً يتيح للجانبين طرح جميع القضايا، لافتاً إلى أهمية المشاركة الواسعة ورفيعة المستوى من قادة نحو عشرات الدول العربية والأوروبية الأعضاء بجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبى. ووصف رئيس مكتب الأمين العام للجامعة العربية مستوى التمثيل فى هذه القمة بأنه «جيد جداً»، معتبراً أن الحضور الأوروبى أكثر من المتوقع، حيث يوجد أكثر من 20 رئيس دولة وحكومة، وأيضاً المشاركة العربية فى القمة «عالية جداً»، وتابع: «مستوى المشاركة فى هذه القمة يعكس مكانة مصر الكبيرة، وهو أمر فى غاية الأهمية، والمشاركة تعنى أن هناك اهتماماً بهذا الحوار العربى الأوروبى على المستوى القيادى الذى يحدث لأول مرة». وجدد السفير زكى التأكيد على أن هذه القمة ليست محددة بموضوع معين، وذلك فى دحض لما سبق الحديث عنه من الجانب الأوروبى حول أنها قمة حول الهجرة، حيث ستشمل جميع مجالات الشراكة العربية الأوروبية بجميع قضاياها وموضوعاتها. وحول آلية النقاش والحوار الاستراتيجى الذى سينطلق بين القادة العرب والأوروبيين، قال «زكى»: «الموضوعات والشواغل والاهتمامات ستطرح فى بيانات وسوف تطرح أيضاً فى الجلسة التفاعلية بين الجانبين، وهناك جلستا بيانات وجلسة تفاعلية يفترض أن يتم الحديث خلالها دون بيانات مكتوبة ولكن فقط تبادل الرأى بين القادة وبعضهم البعض حتى تكون هناك حرية كاملة فى طرح أى قضايا من الجانبين». حسام زكى: «مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية» أهم الملفات المطروحة للنقاش.. وسفير مصر الأسبق فى قطر: غيابها عن القمة شىء متوقع لأنها «تغرِّد خارج السرب دائماً» وفيما يتعلق بالقضايا المطروحة من الجانب العربى، قال السفير حسام زكى: «من الطبيعى أن الجانب العربى يتحدث عن الأزمات العربية الراهنة وزيادة فرص التعاون مع أوروبا، وعن جميع الموضوعات التى تهمنا مع الجانب الأوروبى والتنسيق فيها، مثل موضوع مكافحة الإرهاب وملف الهجرة غير النظامية وموضوعات نزع السلاح»، مشيراً إلى أن العلاقة العربية الأوروبية علاقة مليئة بالتحديات، وأيضاً مليئة بالفرص «والحديث يجب أن يكون متوازناً بينهما خاصة أن هذه العلاقة مع كتلة هى الأكبر من حيث عدد السكان والتقدم التكنولوجى والثراء والتقدم فى التعليم والصحة وجميع المجالات». واعتبر أن موضوع الاستقرار الذى يمثل شعار القمة هو الهدف الأساسى للحوار الاستراتيجى العربى الأوروبى الذى تستضيفه مصر، وتابع أن «الجانب الأوروبى يتطلع من جانبه أيضاً إلى الاستفادة من أن ينتج عن هذا الحوار فهم أكبر للواقع العربى وكيف يراه العرب بتحدياته ومشكلاته وكيف يمكن لهم أن يساعدوا فى استقرار هذه المنطقة لذا كان شعار القمة (فى استقرارنا نستثمر)، لأنه كلما حدث استقرار فى هذا الفضاء العربى كان هناك مصلحة للجانبين». ورغم ذلك أشار السفير حسام زكى إلى أن التئام القمة لا يعنى الاتفاق على جميع الملفات، مضيفاً: «ليس جديدا أن تكون هناك قضايا محل خلاف ويتم التحدث عنها»، لكن ذلك لا يعنى الوصول إلى توافق كامل فى نهاية المطاف، قائلاً: «الإعلان عندما يصدر سيكون بتوافق الجميع، وهناك توافق كبير حتى الآن حول مختلف القضايا». وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، قال: «إن الموقف الأوروبى موقف جيد، ومعظم الدول الأوروبية موقفها جيد، وأحد أهدافنا هو الحفاظ على تماسك هذا الموقف بالشكل الجيد الذى يتصف به حالياً وألا تحدث فيه أى انتكاسات أو تراجعات، وإن هذا التطور فى الموقف الأوروبى من القضية الفلسطينية قد لا يكون سهلاً جماعياً، ولكن قد يكون سهلاً على المستوى الثنائى، ونأمل أن تتطور المواقف الأوروبية بشكل فردى أو ثنائى، وأن تطور كل دولة موقفها من القضية الفلسطينية وصولاً إلى الاعتراف الكامل بدولة فلسطين، مثلما فعلت السويد وبعض الدول الأخرى». وعلَّق السفير محمد المنيسى سفير مصر الأسبق فى قطر، على عدم حضور قطر القمة العربية الأوروبية، قائلاً إن التعبير الذى كان يتداوله الجميع وقت عمله فى «الدوحة» أن «قطر تغرِّد خارج السرب دائماً»، مشيراً إلى أن سياستها تطبيق للمثل المصرى «خالِف تُعرف». وأضاف «المنيسى»، ل«الوطن»، قائلاً إن قطر دولة «قزمية صغيرة»، ولديها عقدة الحجم والنفوذ والثقافة، فهى عندما تقارن نفسها بالدول الأخرى بمجلس التعاون الخليجى على سبيل المثال، فتجد أنها لا شىء بالنسبة للسعودية، وبالنسبة لعمان أيضاً فعمان لها حضارة، مستطرداً: «البحرين نفس الأمر أيضاً». وتابع: «اعتقدت قطر أنها بالإيرادات الهائلة ستغير من مكانتها، بالإضافة إلى أن من يدير كل قطر داخلياً وخارجياً حمد بن جاسم والذى كان آخر منصب له رئيس الوزراء، وهو شخص ملىء بالعقد، لذلك كنت متأكداً عندما حدثت المقاطعة الرباعية لقطر أنها ستستمر لسنوات وليس لشهور»، مضيفاً: «عدم حضور قطر لم أندهش منه، بل كان متوقعاً، والدعوة التى تم توجيهها إلى الدوحة كانت بشكل بروتوكولى». وأشار إلى أنه من الصعب حضورها، وخصوصاً أن القمة ستتحدث عن الإرهاب ومقاومته، وفى الوقت نفسه هى الداعم والمموِّل الرئيسى للإرهاب ليس فقط فى المنطقة العربية والشرق الأوسط بل فى الدول الأوروبية أيضاً، لافتاً إلى أن قطر تقوم بالتمويل، وتركيا تدعم بالسلاح.