لا أحد يستطيع أن ينكر موهبة عبدالله السعيد نجم النادي الأهلي ولاعب الدراويش السابق، خاصة ً أنه خريج مدرسة الموهوبين، والتي لطالما أخرجت الكثير من اللاعبين الكبار، أمثال حسني عبد ربه ومحمود عبدالرازق شيكابالا. أبدع السعيد مع الدراويش، وعزف سيمفونية من المهارات المصرية الممزوجة بالنكهة البرازيلية، وتغنى باسمه جمهور الإسماعيلي، حتى أصبح تاجر السعادة للدراويش بأهدافه الجميلة والحاسمة. وفي صيف 2011 انتقل السعيد إلى النادي الأهلي صاحب التاريخ العريق، سواء في مصر أو في إفريقيا، ولكن مع انتقاله للنادي الأهلي صاحب الشعبية الأولى في مصر والوطن العربي، لم يعد السعيد كما كان تاجرا للسعادة، وتراجع مستواه بدرجة كبيرة. ولكن ظروف وإمكانيات النادي الأهلي صاحب الإنجازات والبطولات الكبيرة، تختلف كثيرا عن ظروف وإمكانيات النادي الإسماعيلي، حيث يتعرض لضغوط جماهيرية وإعلامية كبيرة مع النادي الأهلي من أجل إحراز البطولات، وهذا ما لم يتعرض له مع الدراويش، بالإضافة إلى المهام الدفاعية التي كان مكلفًا بها مع الفريق. كل ذلك أدى إلى تراجع مستواه. ولم يستطع مدربو الأهلي الاستفادة من إمكانياته المهارية المميزة، ففي البداية قام مانويل جوزيه المدرب الأسطوري في تاريخ النادي الأهلي، وصاحب الألقاب العديدة مع الشياطين الحمر في العقد الأخير، بإشراك السعيد في مركز الوسط المدافع، وهو مركز لم يعتد اللاعب الموهوب على شغله، حيث كان مطالبًا بأداء الدور الدفاعي وإفساد هجمات الفريق الخصم بجانب حسام عاشور ثم بناء الهجمات والزيادة للأمام. ثم جاء حسام البدري ولم يغير من الأمر شيئًا، ولعب السعيد في نفس المكان في ظل وجود لاعبين كبار في الخط الأمامي أمثال محمد بركات ومحمد أبوتريكة، ما أدى إلى تراجع مستواه الهجومي كثيرا، وبدأ يغلب عليه الطابع الدفاعي أكثر، واختفت تسديداته القوية التي لطالما أمتعتنا كثيرا. ومع رحيل حسام البدري وتولي ممحمد يوسف قيادة الفريق، أعطى السعيد واجبات هجومية، لكنه أشركه في مكان لا يتناسب مع قدراته، في ظل طريقة اللعب التي يلعب بها الفريق 1/3/2/4، حيث شغل السعيد مركز الجناح الأيمن، وهو لا يجيد شغل هذا المركز، الذي يتطلب مواصفات خاصة أهمها السرعة وهو ما يفتقده السعيد، فالسعيد يجيد مهارات لعب الكرة من لمسة واحدة والمراوغات، وكان لابد من مشاركته في مركز صانع الألعاب أو المهاجم المتأخر. ولعل اعتزال النجم محمد أبوتريكة يكون بمثابة إنفراجة لعبدالله السعيد، حيث بدأ يوسف في توظيفه بشكل جيد، وهو ما ظهر في المباراة الأخيرة للفريق أمام سموحة، والتي انتهت بفوز الأهلي بهدفين سجلهما السعيد، وكان نجم المباراة الأول. في النهاية كل ما أطلبه من مدربي النادي الأهلي ألا يظلموا هذه الموهبة، التي ستفيد الكرة المصرية والمنتخب الوطني في المرحلة المقبلة، كما أتمنى أن يصبر عليه جمهور النادي الأهلي ولا ينتقدوه، وسيعود الأمر بالنفع على النادي الأهلي ومنتخب مصر.