الإيجابيات: نجح الأهلي في قهر جميع ظروفه الصعبة -سواء طريقة اللعب الجديدة أو المدرب الجديد أو غياب الجماهير أو تواضع المستوى البدني وغياب حساسية المباريات- وتحقيق الفوز الثمين في أولى مبارياته ضمن دور ال8 لدوري أبطال أفريقيا، ذلك الفوز خاصة أنه جاء بهدف متأخر ترجم ما يُقال عن "روح الفانلة الحمراء" سيمنح الفريق دفعة معنوية وجرعة كبيرة من الثقة تُفيده للغاية في مشوار البطولة. يُحسب كثيرًا لمازيمبي الأداء الرائع خلال المباراة وخاصة الرغبة الكبيرة في الهجوم والتسجيل في مرمى بطل القرن في أفريقيا، هي شجاعة وجرأة جعلت المباراة أكثر متعة وإثارة وندية وأظهرت التطور اللافت التي تعيشه الأندية السمراء في أفريقيا. أجاد حسام البدري اختيار التشكيل الأساسي للفريق واعتماده كثيرًا على عامل الشخصية والخبرة وهما من حسما اللقاء لصالح الفريق، ذلك لأن الجوانب البدنية والفنية لا يمكن اللجوء لها حاليًا مع تواضعها لعديد اللاعبين بسبب الظروف الخاصة التي تعيشها الكرة المصرية حاليًا ... لذا كان الاختيار بناءً على الخبرة والشخصية في الملعب وقد نجح رهان البدري وهذا ما نلاحظه في أداء لاعبين مثل محمد أبو تريكة وأحمد فتحي وسيد معوض وعماد متعب. إشادة كبيرة تستحقها المنظومة الهجومية في الأهلي، فقد أجاد الرباعي وليد سليمان ومحمد أبو تريكة ومحمد بركات وعماد متعب وبدلاءهم عبد الله السعيد ومحمد ناجي جدو وأوسو كونان التحرك ضمن خطة 4-2-3-1 سواء بالكرة أو دونها وقد طوعوا مهاراتهم الفردية من تسديد وتمرير ومراوغة لصالح اللعب الجماعي ولذا تمكن الفريق من إظهار شكل جميل في الهجوم بجانب أنه امتاز بالفعالية والخطورة وخلق الفرص على المرمى المنافس، الفريق أجاد الهجمات المرتدة وكذلك أجاد حين أراد أن يهاجم بشكل ضاغط ومنظم خاصة مع تحرك الظهيرين وتحديدًا سيد معوض من الجانب الأيسر. الإشادة يستحقها أيضًا الثنائي أحمد فتحي وسيد معوض لأدائهما الممتاز في الشق الدفاعي وخاصة التغطية العكسية داخل منطقة الجزاء، ويُحسب لمعوض أيضًا تأدية دوره الهجومي بشكل جيد جدًا حين كانت الحاجة له. التحركات الممتازة والأداء المميز لثلاثي الوسط المهاجم لمازيمبي موبوتو وكابالا وسينجلوما، فقد أجادوا التحرك دون كرة والأهم اللعب من لمسة واحدة ومباشرة للكرة وإجادة لعب التمريرات البينية والاختراق من العمق والأطراف والتسديد من بعيد وقد تمكنوا بكل هذا من خلق إزعاج دائم لدفاع الفريق القاهري. أجاد حارسا المرمى كثيرًا خلال اللقاء باستثناء الخطأ الكبير من شريف إكرامي في التصدي للتمريرة العرضية القادمة من الجانب الأيمن وكذلك التصدي للكرة الرأسية من ساماتا، بخلاف ذلك فقد لعب إكرامي وكذلك حارس مرمى مازيمبي مباراة كبيرة تصديا خلالها للعديد من الفرص الخطيرة للطرفين. السلبيات: السلبية الأبرز اليوم كانت الأخطاء الدفاعية الكثيرة في النادي الأهلي، الأخطاء شملت سوء التمركز والتغطية الدفاعية من قلبي الدفاع ووجود مساحة بينهما حاول استغلالها كثيرًا الهجوم الكونغولي، وكذلك شملت الكثير من التمريرات الخاطئة والمقطوعة من الرباعي الخلفي بجانب حسام غالي وحسام عاشور ووجود شيء من الفجوة بين ثنائي الوسط الدفاعي والرباعي الخلفي وإن نجح الفريق في تغطية تلك الفجوة خلال الشوط الثاني ولكن ذلك كان على حساب الهجوم. مواصلة حسام البدري اللعب بطريقة 4-2-3-1 رغم ملاحظة الجميع لتراجع الأداء خاصة على الصعيد البدني وحاجة الأهلي لاستعادة السيطرة على وسط الملعب، كان الأفضل تغيير طريقة اللعب إلى 4-3-2-1 بإخراج محمد بركات صاحب الأداء الأقل بين الرباعي الأمامي وإقحام لاعب وسط مدافع مثل شهاب الدين أحمد ليستعيد الفريق السيطرة على منطقة المناورات ويحرم المنافس من الكرة خاصة أن الأداء الهجومي للأهلي تراجع كثيرًا في الشوط الثاني لوجود فجوة كبيرة بين الوسط والهجوم وذلك كان بسبب العودة الإجبارية لسليمان وبركات لتأدية الواجبات الدفاعية ومن ثم نفذ جدو نفس دور سليمان لكن لم يكن أبدًا ليصل بقدراته الدفاعية للاعب مثل شهاب أو أحمد فتحي في حال نقله للوسط وإشراك شريف عبد الفضيل في الجانب الأيمن وإقحام سعد الدين سمير في عمق الدفاع. تغييرات حسام البدري كانت عادية جدًا ومجرد لاعب بلاعب في نفس المركز والدور، رغم أن استراتيجية الفريق اختلفت على مدار المباراة فالبداية كانت هجوم ضاغط ومبادرة هجومية ثم عودة للدفاع ثم محاولة اللعب باتزان حتى كانت النهاية بهجوم ضاغط مجددًا عقب هدف التعادل لمازيمبي ... الأفضل كان إقحام اللاعبين المناسبين للاستراتيجية في كل وقت، لأنه مثلًا جدو لا يمكن أن يُدافع مثل وليد سليمان خاصة أنه مهاجم صريح فيما نجم إنبي السابق لاعب وسط وقد اتضح ذلك في لقطة الهدف، والأمر ينطبق على الصبر الطويل على بركات رغم عدم تقديمه للمستوى المطلوب خلال أغلب فترات المباراة .... ذلك إلا إن كانت التغييرات إجبارية لإصابة اللاعبين. الأداء السيء لمازيمبي في الجانب الدفاعي، فقد وضح تمامًا أن الفريق يفتقد للكثير من القوة في خطوطه الخلفية سواء فرديًا أو جماعيًا والدليل الاختراق المتكرر لهجوم الأهلي والفرص الكثيرة على المرمى الكونغولي رغم أن الفريق القاهري ليس في أفضل حالاته البدنية والفنية.