قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إنه على ما يبدو أن زيارات رئيس الخارجية الأمريكي جون كيري المتكررة لإسرائيل تبين شيئا ما يدور في عقله، حيث كانت هذه زيارته العاشرة في خلال سنة واحدة، بينما لم تزر وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون سوى 5 مرات طوال فترتها بالوزارة، حيث يعمل "كيري" جاهدا لدفع محادثات السلام والوصول بها لنتائج حاسمة، والتي رأى عدد من المسؤولين هناك أنه لا يجب التقليل من شأن زياراته، بينما رأى آخرون أنها مجرد استعراض للفوز بجائزة نوبل للسلام. وذكرت الصحيفة، على موقعها الإلكتروني اليوم، أن المسؤولين الإسرائيليين يرون أن "كيري" سيضع أساسات اتفاقية السلام، مقدما الخطوط العريضة لها وسيطلب من كلا الطرفين العمل في إطارها، راسما الحدود التي لا يجب أن يترجع عنها أي منهما في المستقبل، لذا أولوا الأهمية للزيارة الحالية وحذروا من التقليل من شأنها، مضيفة: "الإسرائيليون ينتظرون بقلق الوثيقة الإطارية المنتظر تقديمها من (كيري) خلال زيارته. وبعيدا عن الوصول لاتفاق نهائي في الوقت الحالي، فإن هدف الأمريكان هو منع أي فشل للاتفاقية وهو الأمر الذي يتفق عليه كل من (كيري) و(نتنياهو)". ونقلت الصحيفة عن "نتنياهو"، في حديث له الأسبوع الماضي، قوله إنه الأجدر بالدفاع عن مصلحة إسرائيل، واصفا الأمر بأنه ليس مجرد اتفاق ولكنه عملية شاملة، وأنه من المتوقع أن تستمر المفاوضات إلى ما بعد مدة التسعة أشهر المحددة، والتي على ما يبدو أن الولاياتالمتحدة ليس لديها مانع بتمديد فترة المفاوضات، شريطة أن يصطف كلا الجانبين إلى الخطوط العريضة المتفق عليها المقدمة من جانب كيري. ومن ناحية أخرى، لفتت الصحيفة الانتباه إلى زيارات كيري المتكررة خلال عامه الأول بالوزارة والدافع الذي يقوده لذلك، على العكس تماما من هيلاري كلينتون التي لم تزر إسرائيل سوى خمس مرات فقط خلال حقبتها الوزارية، مفضلة عدم التطرق إلى ملف الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، خوفا من أن يضر ذلك بفرصها في السباق الرئاسي القادم. وأشارت الصحيفة إلى محاولات "كيري" المضنية لدفع عمليات السلام قدما للأمام، رغم كل الصعاب وتشاؤم كل المشاركين، وإلى أن فرصة "كيري" تكمن في إيجاد الحلول للدخول لأضواء الشهرة العالمية وربما الحصول على جائزة نوبل للسلام، وأنه بالرغم من معارضة الكثيرين له، بدءً من مسؤولين وزاريين رفيعي المستوى إلى أعضاء "كنيست"، إلا أنهم امتدحوا إصراره ورغبته الملحة في دفع عمليات السلام إلى الأمام، بالرغم من تعارضه مع قرار البيت الأبيض بتحويل سياساته الدبلوماسية الأخيرة إلى الشرق الأقصى. وأضافت الصحيفة أن "كيري" يريد تهدئة الأمور مع الفلسطينيين، حتى وإن طال عمر المحادثات بخصوص ترسيم الحدود بين البلدين بشكل متفق عليه، بالإضافة لبعث رسالة طمأنة للإسرائيليين بإدراج اتفاق إطاري يضمن ويحافظ على سياسة إسرائيل الأمنية. وأشارت الصحيفة إلى أنه من الواضح أنه بالرغم من أن "كيري" لا يرى فرصة للوصول لاتفاق نهائي خلال الأشهر التسعة المتفق عليها من يوليو الماضي، إلا أنه يراها فرصة لضمان استكمال المشاورات وعدم توقفها في الأشهر القليلة المقبلة. ومن جانبه هدد زعيم حزب "البيت اليهودي" نفتالي بينيت بانسحاب حزبه من حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إذا قبل رسميا المقترحات المقدمة من جانب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية اليوم، أنه قبل زيارة "كيري" تحدث "بينيت" عدة مرات هذا الأسبوع مع "نتنياهو" ومفاوضي إسرائيل في محادثات السلام مع الفلسطينيين، حيث أصر على حصوله مباشرة على أكبر قدر من المعلومات الممكنة حول اقتراح واشنطن عقب اجتماع "كيري" مع "نتنياهو". وأضافت الصحيفة أن عضوا بالكنيست لم تذكر هويته، أبلغ "بينيت" أنه لن يقبل مسألة قبول مقترحات "كيري" حتى لو تم السماح لإسرائيل بتقديم تحفظات على الخطة.