قال الدكتور عبدالرحيم العلام، رئيس اتحاد كتاب المغرب، إنه تعرض لإقصاء ممنهج من قبل اتحاد الكتاب والأدباء العرب، مشيرًا أنه لم تصله خطابات رسمية بشأن عدم الاعتراف به ممثلًا عن "كتاب المغرب"، معربًا عن استيائه من هذه القرارات، مؤكدًا أنه لم يتعرض للإساءة إلى رؤساء الاتحادات العربية. وأضاف رئيس اتحاد كتاب المغرب، في حواره ل "الوطن"، عقب الأزمة التي اشتعلت منذ أسبوعين خلال اجتماع اتحاد الكتاب العرب والتي أعلن عقبها عن مقاطعة الاتحادات العربية لمؤتمر أدباء آسيا وأفريقيا المقرر انعقاده الشهر المقبل في المغرب، لا يوجد ما يمنعني بشكل قانوني من ممارسة مهام عمله بالاتحاد بالمغرب. وإلى نص الحوار:
-ما تعليقك على قرار "الكتاب العرب" بعدم الاعتراف بكم ممثلًا لاتحاد المغرب؟ لم يصلني من الاتحاد العام أي قرار رسمي موقّع بهذا الخصوص، فقط بيانات تصاغ نيابة عن الجميع في القاهرة وبها تُنشر.
- ما التصرف الذي تفكرون في اتخاذه تجاه هذا القرار؟ كنا في اتحادنا قد قررنا أن نرفع دعوى ضد الأمين العام؛ إثر خروقاته القانونية التي اقترفها في حق الاتحاد العام، وتدخلاته السافرة في شؤون اتحادنا الداخلية، وقد أعلنا عن هذا رسميًا، بل إننا كنا قررنا أن ندعو بشكل رسمي إلى "إقالة الأمين العام الحالي"، اعتبارًا لممارساته، بل ثمة من اقترح أن ندعو إلى "تأسيس اتحاد بديل للكتاب العرب"، لكن نزولًا عند طلب بعض رؤساء الاتحادات، تم تأجيل الأمر، أملًا منا جميعًا في حدوث التغيير، وتظل كل الأفكار مطروحة، ولن أترك الأمر يمر مرور الكرام، فما حدث يسيء بشكل كبير لحال ثقافتنا العربية؛ ما يستلزم أن نفصل الحديث فيه في كتاب آت، هو الأول من نوعه على مستوى تجارب الاتحاد العام بعنوان "الكتاب الأسود للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب: 2015-2018"، وسيكشف الكتاب عن حقائق صادمة.
- ما كواليس أزمتكم مع الاتحاد العام للكتاب العرب؟ في اتحادنا لا نعتبرها أزمة، بل هو نتيجة حتمية للتخبط الذي يعاني منه الاتحاد العام منذ المؤتمر العام بأبو ظبي عام 2015، شرع الأمين العام في تنصيب محاكم التفتيش لمحاكمة الكتاب، طرد بعض الاتحادات من "حظيرة الاتحاد العام" في اجتماع الجزائر، كما سبق أن صرح بذلك، وكانت أهم نقطة أفاضت "كأس الأزمة"، هو عمل الأمين العام على تهريب المؤتمر المقبل من المغرب، كما كان تقرر ذلك رسميًا في المؤتمر العام بالإمارات، ليكون في أبو ظبي، ضد قرارات المؤتمر العام ومحضره وبلاغاته المنشورة، فضلًا عن معارضتنا، في بيان سابق لقرارات ما سمي ب"المؤتمر الاستثنائي" غير القانوني الذي عُقد بإمارة "العين"، والذي قاطعناه لما أفرزه من قرارات مجحفة، ومواقف سياسية لا علاقة لاتحادنا العام بها، تجاه بعض المثقفين العرب فقط لمغازلة بعض الأنظمة السياسية.
- لماذا أسأتم إلى رؤساء الاتحادات العربية والأمين العام؟ ثمة فرق بين الإساءة وقول الحقيقة، وأنا هنا لا أريد أن أذكر أحدًا، وما يذكره الأمين العام كوني أسأت لجميع رؤساء الاتحادات، فهو اتهام مردود عليه، وخير دليل على ذلك ما يربطني اليوم بالعديد منهم من أشكال التواصل والاحترام المتبادل، أما أن يحشد الأمين العام كل هذا الهيئات ضد رئيس اتحاد عريق وعضو مؤسس، فهذا ما يثير حقًا العجب والسخرية في آن، ومتى اتحد سياسيو وطننا العربي حول قرار ما، لتتحد اتحاداته حول إدانة رئيس شرعي ومنتخب من مؤتمر عام، من المؤكد، إذا أن في الأمر خللًا ما، بل أن الأمر يؤشر حتمًا بما لا يدع مجالًا للشك على أن الخلل قائم وأن القافلة تسير.
- ما أسباب تأخر الانتخابات داخل اتحادكم إذن؟ للعلم، هي ليست المرة الأولى التي يتأخر فيها عقد المؤتمر العام لاتحاد كتاب المغرب في موعده القانوني ولن تكون الأخيرة، شأننا في ذلك شأن تنظيمات ثقافية وجمعوية ونقابية وسياسية عديدة، بل إن الأمر يطول تأخر بعض المواعيد الكبرى بالبلاد، من قبيل موعد إجراء الانتخابات وتشكيل الحكومة، رغم توفر الشروط المادية اللازمة لذلك لدى هذه المؤسسات، فما بالك بجمعية ثقافية مرهونة بأجندة غيرية موازية، تعاني من غياب للإمكانات المادية اللازمة، ولذلك فأعطابه التنظيمية ستتواصل، وخير دليل على ذلك، المجهودات الجبارة التي بذلت في سبيل تنظيم المؤتمر الأخير في موعده لكن دون جدوى، ما أسهم في تمديد مدة الانتظار، إذ كثيرًا ما يحصل أن نصطدم بعطالة مؤسساتنا الحكومية والإدارية والترابية لسبب أو لآخر، وهي الجهات المخاطبة في هذه الحالة، وكثيرًا ما نحصل على وعود بالدعم لتتبخر فجأة في آخر لحظة.
- هل يعنى ذلك أن استمراركم على رأس الاتحاد قانوني بالمملكة؟ مع ذلك، فلا شيء قانوني يمنع الرئيس وهيئات الاتحاد ومكوناته من مواصلة ممارسة مهامهم بشكل قانوني ومشروع، إلى أن تتوفر الشروط اللازمة لعقد المؤتمر، والانتخابات حفاظا على هذه المنظمة.
- هل يعني هذا التفكير في مقاطعة الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب؟ رغم كل ما حيك ويحاك ضد منظمتنا وضد حضورنا المؤثر بما لا تليق بثقافتنا العربية التي تعاني اليوم الأمرين فمن موقع مسؤوليتنا التاريخية؛ سنظل نسند هذا الصرح الثقافي العربي الذي بناه الأسلاف، رغم ما تعرضنا ونتعرض له من إقصاء ممنهج، وبشكل غير مسبوق في تاريخ الاتحاد العام، سواء من حضور الاجتماعات، أو من حضور المؤتمر الاستثنائي الأخير بالقاهرة، وحتما سيتم إبعادنا أيضًا من حضور المؤتمر العام المهرب في ديسمبر المقبل بأبو ظبي، بل لقد تم إبعادنا، منذ مدة، وبكل صبيانية، من "جروب" عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" الذي تم إحداثه لتسهيل التواصل وتبادل الأخبار بين رؤساء الاتحادات.
- لو ذهبنا إلى المملكة المغربية.. فما دور اتحادكم في الحياة الثقافية؟ قد يصعب في مقام كهذا أن أتحدث عن دور اتحاد كتاب المغرب في الحياة الثقافية الوطنية، هو الذي ظل منذ تأسيسه عام 1960، وفيًا لمبادئه التي تأسس عليها بمثل حرصه على استقلاليته وحريته، في دفاعه المستميث عن حرية التعبير والرأي والكتابة والنشر، وعن الوضع الاعتباري للكاتب المغربي، وعن جيل جديد من الحقوق، من بينها على الخصوص الحق في الثقافة والإبداع...عدا ذلك، ظل اتحادنا، باعتباره أقدم وأعلى هيئة ثقافية مدنية في البلاد، عنوانًا بارزًا في المشهد الثقافي العام، وبيتًا رمزيًا حاضنا لشريحة الكتاب والأدباء والمفكرين والباحثين والفنانين، في تنوع حساسياتهم وأجيالهم واهتماماتهم ولغات تعبيرهم، ومؤسسة ملتزمة بقيم الحداثة والتنوير والحرية والإبداع، حريصًا على توسيع مساحة تلك القيم والدفاع عنها والإخلاص لجوهرها. كما ظلت منظمتنا محركًا أساسيًا للدينامية الثقافية بالبلاد ومنشطًا فاعلًا للحياة الثقافية فيها، مساهمًا في إشاعتها وإشعاعها وطنيًا وعربيًا ودوليًا، بأدواره الطلائعية وبحضوره النوعي، مروجًا بذلك لثقافة ولأدب حديثين، في انفتاحه على الأجيال الجديدة، وفي تحقيقه لعديد الورش والبرامج الثقافية الكبرى، رغم شح إمكانياته المادية وهو يؤدي بذلك ضريبة استقلاليته، عدا ما يشهد به لاتحادنا، منذ تأسيسه، من مواقف تاريخية وآراء لمواكبة للتغيرات التي تعرفها البلاد، الأمر الذي بوأنا اتحادنا مكانة متميزة في نسيج المجتمع الثقافي المدني الوطني، مستشعرًا بذلك أن المعركة اليوم هي معركة ثقافية بالأساس.