سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
والد الشهيد أحمد محسن: «لو كان عاش المرّة دى كنت هارجعه وحدته علشان يستشهد دفاعاً عن وطنه» «أحمد» نجا من محاولة اغتيال سابقة.. وآلاف الأهالى فى جنازته.. والمحافظة تعلن الحداد 3 أيام
فى مشهد مؤثر سيطر عليه الحزن شيع الآلاف من أبناء مدينة «رأس غارب»، شمال محافظة البحر الأحمر، جثمان أحمد محسن عبدالسلام، الذى استشهد فى حادث تفجير حافلة الجنود الإرهابى أول أمس فى العريش، إلى مثواه الأخير فى جنازة مهيبة أبكت الجميع حزناً على رحيل الشهيد، بينما تعالت صرخات والدته وأفراد أسرته الذين كانوا ينتظرون عودته لقضاء إجازته معهم لولا أن اغتالته يد الإرهاب. وردد المشيعون «لا اله إلا الله، الشهيد حبيب الله»، مطالبين بسرعة القبض على الجناة. وكان فى استقبال جثمان الشهيد أهالى المدينة والقوات المسلحة وقوات الأمن، وحرص عدد كبير من مواطنى مدن المحافظة ومختلف قبائل البحر الأحمر على الحضور إلى رأس غارب التى اتشحت بالسواد واحتشد الأهالى فى شوارعها والغضب يختلط بحزنهم مطالبين بالقصاص. وحضر تشييع الجنازة العميد مجدى أبوقمر قائد منطقة خليج السويس العسكرية، وموفد عن المحافظ الذى كان فى اجتماع بمجلس الوزراء، واللواء طارق رحال رئيس مدينة رأس غارب، وضباط وجنود من المنطقة تابعون لقوات الصاعقة التى ينتمى إليها الشهيد، كذلك قوات من الشرطة العسكرية. وتمت الصلاة على الشهيد بمسجد رأس غارب الكبير، واصطفت قوات حول الجثمان وأطلقت 21 طلقة خلال مراسم الدفن بالمقابر. وبدا والد الشهيد ووالدته وأخواه الاثنان الأصغر منه فى حالة انهيار تام وبكاء مستمر، وظل والده ينادى عليه فى أثناء الدفن، وقال إن ابنه تعرض قبل ذلك لمحاولة اغتيال نجا منها، «ولو كان نجا المرة دى كمان كنت هقول له يرجع وحدته حتى ينال الشهادة دفاعاً عن وطنه». وقال على أبوالمجد، أحد أقارب الشهيد: «نحتسبه عند الله شهيداً، ولازم التعامل بحزم مع الإرهاب الذى يغتال جنود مصر»، وقال أحد أصدقاء الشهيد: «أحمد اتصل بى من يومين وقال لى سلم لى على أصحابى كلهم وابويا وامى واخواتى، وخد بالك منهم». واستشهد «أحمد» وهو يبلغ من العمر 22 عاماً، وهو حاصل على دبلوم فنى صناعى نظام الخمس سنوات، ومن أسرة متوسطة، يعمل والده فى شركة مقاولات ولديه شقيقان أصغر، يسكن فى منطقة تسمى «الإيمان» فى رأس غارب، وأمضى سنة من فترة الخدمة العسكرية التى كان يخطط للزواج عقب أدائها بعد 6 أشهر، حيث عقد خطبته منذ شهرين إلا أن يد الغدر نالت منه. وطالب عدد كبير من أصدقاء الشهيد بإطلاق اسمه على المنطقة التى يسكن بها أو مدرسة أو شارع تكريماً له. وقال لطفى الضمرانى، أحد أبناء رأس غارب: «هذا عمل إجرامى، الغرض منه تحويل مصر إلى بحيرة من الدماء، والأولى بمن يسمون أنفسهم جهاديين ويدّعون الإسلام أن يجاهدوا ضد العدو الصهيونى بدلا من قتل الجنود المصريين». وأعلن اللواء أركان حرب أحمد عبدالله، محافظ البحر الأحمر، الحداد ثلاثة أيام فى المحافظة وإلغاء كافة الاحتفالات وتنكيس الأعلام على مبنى المحافظة. ونعاه أصدقاؤه بأبيات قالوا فيها: «يا راجل لسه بدرى.. ولا انت غاوى تمشى بدرى.. زى ماكنت تصحى بدرى.. تلبس الميرى وتجرى ع الكتيبه عند سينا.. تقول أفندم لتراب بلادك وتبوس إيديه.. مصر مش هتنسى أحمد.. مصر مرسومه ف عينيه».
