المؤامرة على الوطن أكبر من حكومة مهترئة ومخترَقة، وصل الأمر أن يتباهى أحد وزرائها بأنه لم يوقع قراراً واحداً منذ شهور، ويسافر أحد المسئولين الكبار إلى مؤتمر خارج الوطن ولم يوقع شيكاً لميناء بورسعيد للإفراج عن شحنة الغاز التى سددت ثمنها دولة الإمارات العربية، ويحجز الشحنة أحد مسئولى الميناء الكبار ينتمى للإخوان لحين وصول توقيع السيد المسئول دون اعتبار لحاجة المواطنين، ووزراء ما زال يرتع فى أروقة وزاراتهم وفى مديريات المحافظات الطابور الخامس من الإخوان المسلمين الذين سيطروا وهيمنوا على مفاصل الدولة إما تدعيماً لحكم الإخوان إذا استمروا فى الحكم أو خلخلة الدولة وإفشالها إذا نزع الشعب منهم الحكم. إن المؤامرة على الوطن تسير فى اتجاهات ثلاثة: الاتجاه الأول، أن يُعلن الرئيس المعزول بداية عهد الاغتيالات، وحين استدرك الأمر وتحدث عن أن اغتياله لم يحن بعد، وكانت رسالته قد وصلت من سجنه لأنصاره ومرتزقة الإخوان وبدأ عهد الاغتيالات بمقتل المقدم محمد مبروك أهم شهود إثبات قضية تخابر محمد مرسى ليس مع قطر أو حماس فقط ولكن مع الولاياتالمتحدة، ومحرر محضر الهروب الكبير والتخابر وستكشف الأيام القادمة ضلوع المخابرات الأمريكية فى اغتياله بعد أن اكتشف سر اللقاء الذى تم مع مرسى وأحد رجالات المخابرات الأمريكية من ناحية واللقاء الذى تم مع أحمد عبدالعاطى وأحد أكبر رجالات المخابرات الأمريكية فى تركيا، ورصد الشهيد المحادثة التى تمت بينه وبين محمد مرسى وإتمام الصفقة الصفعة على وجه الإخوان، ألم يكن أولى أن تقدم الجماعة عربون حسن النوايا قبل طلبهم الحوار والمصالحة؟ ولكنهم يريدون من وراء الاغتيالات تقوية شوكة الإخوان وإضعاف شوكة الدولة وإجبار الدولة على قبول الحوار من ضعف حتى يكون الحوار نداً بندٍّ وطرفاً بطرف ومطلباً بمطلب وتنازلاً بتنازل. الاتجاه الثانى، استقطاب بعض العناصر من الذين يطلقون عليهم ثوار 25 يناير الذين يتم شراؤهم كما تم من قبل، وتم رصد أموال طائلة بين المخابرات الأمريكية والتركية وخزينة قطر لتكون المرحلة القادمة ليست صراعاً بين فسطاط الكافرين وفسطاط المؤمنين، فلقد أصبحت هذه الخدعة هزيلة وقديمة، لكنه صراع بين فسطاط 25 يناير وفسطاط 30 يونيو، وصراع بين ثورتين لكل ثورة منهما مطالبها وأهدافها. الاتجاه الثالث، هذا الطابور الخامس المزروع والمسيطر على قطاعات عريضة فى الدولة والذى يجهز الشعب ويعده إعداداً جيداً لقبول التصالح والمساومة والمهادنة ثم الوقوع فى براثن الإخوان مرة أخرى. ليس أمامنا الآن سوى: 1- إعلان دستورى تكميلى بمدّ الفترة الانتقالية لمدة عام تتولى فيه حكومة حرب إدارة شئون البلاد لا يزيد عدد وزرائها على خمسة عشر وزيراً برئيس الجمهورية الحالى وليتولى الفريق السيسى رئاسة الوزراء وتظل هذه الحكومة فى حالة انعقاد كامل فى مكان واحد. 2- يشمل الإعلان الدستورى العودة إلى دستور 71 فى المدة الانتقالية بالتعديلات الدستورية التى وافق عليها الشعب فى استفتاء عام والذى يصبح بموجبه الدستور بتعديلاته هو الدستور الرسمى للبلاد. إن المؤامرة على الوطن تجعل الاستفتاء على الدستور المُعد حالياً والانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة هى الأرض الخصبة لزرع الفتن وانهيار المجتمع. وعلينا أن نؤجل هذا الترف إلى حين مرور الوطن من النفق المظلم وإنقاذه من المؤامرة التى حاكت خيوطها دول التآمر ومحور الشر. إن أعداءنا المتآمرين علينا ضدنا على طول الخط مهما حاولنا، سواء فقدنا خارطة الطريق أو فقدتنا خارطة الطريق، وأصدقاؤنا وأنصارنا معنا سواء تعثرنا أو غيرناها أو بدلناها إلى طريق فيه مصلحة الوطن والمواطنين. وهذا حق الوطن علينا وحقنا على المواطنين.