يعد معهد علوم وتكنولوجيا النانو بجامعة كفر الشيخ أول معهد متخصص فى مصر، والثانى فى الوطن العربى، بعد معهد الملك عبدالله بجامعة الملك سعود بالسعودية، حيث يستقبل الطلاب منذ عام، ومتاح للباحثين من كافة محافظات مصر. داخل مبنى مكون من 6 طوابق، على مساحة 6 آلاف متر، توجد عشرات الأجهزة وباحثون فى علوم النانوتكنولوجى، وطب النانو وهندسة النانو. وهناك جهاز يُسمى جهاز مجهر القوى الذريةAtomic Force Microscope AFM ويعد الأول على مستوى مصر، ويعمل كأداة لرسم تفصيلى للتكوين السطحى للعينات النانومترية عن طريق قوة التنافر الكهربية الناتجة بين السطح والإبرة عند حركة الميكروسكوب. خبير ألمانى: دربت 4 من أعضاء هيئة التدريس على جهاز مجهر القوى الذرية.. ويفيد فى تشخيص السرطان والإنتاج الزراعى والحيوانى 5 معامل بالطابق الأول بالمعهد، يجلس بها 5 أساتذة وباحثون متخصصون فى كيمياء النانو ما يقرب من 11 ساعة، يبحثون فكرة تحضير المواد التى تُساعد على التخلص من البكتيريا والمواد الذائبة والحشرية داخل المياه، لمساعدة المجتمع على التخلص من المواد المضرة، التى تُسبب السرطانات، ويستغرق بحثهم نحو 3 أشهر من العمل الجاد، ليخرج للنور ويُعد للنشر فى إحدى أكبر المجلات العلمية الدولية والأجنبية، لتبدأ بعد ذلك مرحلة تطبيقه على أرض الواقع بعد الموافقة على نشره وتوثيقه. كل فرد فى هذه المجموعة له تخصص محدد، يعمل من أجل إنجازه وإتقانه، يؤكد الدكتور كامل شعير، مدرس كيمياء النانو، أنه يقوم بإجراء تعديل للمجموعات الوظيفية الموجودة بقشر الجمبرى وإضافتها لمواد أخرى حساسة للمجال المغناطيسى، فضلاً عن استخدام هذه المواد بفعالية عالية كمواد ضوئية تستخدم لتفتيت الملوثات بطريقة سهلة وبسيطة وغير مكلفة. الدكتور ناجى الشافعى، أحد باحثى الدكتوراه بتخصص كيمياء النانو، يقوم بتحضير مركبات لأكسيد العناصر النانو مترية على سطح أكسيد الجرافين النانو مترى، التى تفيد فى تنقية المياه، وإزالة الملوثات العضوية، ويقضى ما يقرب من 12ساعة داخل المعمل لتحضير بعض المواد البلوميرات للاستخدام فى المواد الموجودة فى المياه. يقول «الشافعى»: «مهمتى تحضير بعض أكاسيد الجرافين وإضافة المواد النانو مترية، التى لها قدرة عالية على التخلص من المواد الذائية الموجودة فى المياه والمواد الحشرية، كما أقوم بتحويل المركبات العضوية الذائبة التى من الممكن أن تُسبب السرطانات إلى مياه وثانى أكسيد الكربون، وبذلك نضمن إنتاج مياه عالية الجودة خالية من الملوثات، بعد قتل البكتيريا الموجودة بها». ويضيف «الشافعى»: «نستخدم البلوميرات للتخلص من المذيبات الموجودة بالمياه، وبالتالى نحصل على مياه نظيفة ببيئة نظيفة، ونعمل على هذا البحث منذ 3 أشهر، وأخيراً أخذنا موافقة على نشره فى مجلة علمية أجنبية، حيث نقوم بتوثيق المنتج للحصول على داتا ومعلومات أكبر، وهدفنا فى المرحلة المقبلة البدء فى التطبيق على أرض الواقع سواء على مصرف كُتشنر أو المياه الداخلية، فضلاً عن ربط جامعة كفر الشيخ بالبيئة والصناعة ونتعاون مع المجتمع الخارجى ونربطه بالمجتمع الداخلى للجامعة، ونحاول أن نطبق الجزء العملى باستخدام أجهزة كثيرة مثل جهاز الأشعة فوق البنفسجية وأشعة الإكس راى وجهاز الميكروسكوب الإلكترونى النافذ والميكرسكوب الإلكترونى الماسح وجهاز جهد فيتا للقياس وجهاز المطحنة ذات القدرة العالية، وغيرها من الأجهزة التى لم يوجد لها مثيل فى مصر ولا العالم العربى». ويختتم حديثه: «مجموعتنا البحثية مكونة من 5 أعضاء هم الدكاترة حمدى الشناوى وكامل شعير وحمزة الحسينى ومصطفى عبدربه، إضافة إلى عدد من الباحثين بينهم غادة محمد التى تقوم بإجراء أبحاث عن مواد حساسة للنانومترية حديثة للكشف عن بعض المعادن مثل النحاس والرصاص والمغنيسيوم لتحديد وجودها بشكل مباشر فى المياه». يقطع الدكتور نعمانى مئات الكيلومترات من محافظته سوهاج التى تقع فى أقصى صعيد مصر، تاركاً أسرته التى تتكون من زوجة و3 أطفال، ليأتى إلى كفر الشيخ فى شمال مصر، ليحقق حلمه وحلم ملايين مرضى السرطان، من خلال بحثه الذى سيقضى على الخلايا السرطانية، يقضى ساعات طويلة داخل معمله بمعهد النانوتكنولوجى بجامعة كفر الشيخ، من أجل حلمه، فوراء كل حلم إرادة وعزيمة وإصرار، يقول الدكتور نعمانى عبدالحميد، المدرس بمعهد علوم وتكنولوجيا النانو بالجامعة المشرف على المجموعة البحثية «طب النانو» المكونة من 3 أفراد واثنين من المعيدين، بالتنسيق مع فريق البحث المعاون من معهد تكنولوجيا النانو بدولة إيطاليا، إنهم تمكنوا من تصنيع جزيئات متناهية الصغر على مستوى 20-50 نانو محملة بمثبطات تعمل على وقف خلايا السرطان المنتشرة بجسم الإنسان، ويعد البحث نادراً لأن المواد المستخدمة فى صناعته منحته خصائص متميزة عن الأدوية التى تُعطى عن طريق الفم، لكون هذه الجزيئات لا تتفاعل مع حمضية المعدة أو قلوية القولون كما أنها تُمتص بسهولة فى الأمعاء الدقيقة ولها القدرة على زيادة فترة وجودها فى الدم فهى لا تُدرك نهائيا ولا يتعرف عليها جهاز المناعة، الذى يزيد فرصة استخدامها كبديل للأدوية العادية، فضلاً عن أنها أدوية موجهة باستخدام محتويات حيوية إلى خلايا معينة فهى لا تمتص من الخلايا الطبيعية. «الشافعى»: أقضى 12 ساعة فى المعمل و«نعمانى»: تركت أسرتى فى الصعيد وجئت لأخفف آلام ملايين مرضى السرطان ويضيف «نعمانى» أن هناك الكثير من الإنتاجات العلمية توصلوا إليها فى مجال طب النانو، منها استخدام الدهون المشبعة فى عمل «مصفوفة أو حزام» لمنع تسرب الأدوية الكيميائية للدم، وفريق العمل نجح فى تغليف مادة «البروموبيريوفيك أسيد» والقادرة على تثبيط عملية «الجليكوليزس» وهذا الإنجاز يفتح مجال العمل بقوة فى وقف توليد الطاقه الحيوية التى تحتاجها الخلايا السرطانية فى النمو والتمركز أو الانتشار وتكوين أوعية دموية جديدة وكشف «نعمانى» عن تقدم فريق العمل فى مشروع أبحاث الالتهابات الميكروبية، المدعم من الأكاديمية المصرية للعلوم والتكنولوجيا والولايات المتحدةالأمريكية،حيث يهدف هذا المشروع إلى تصنيع جزيئات على مستوى النانو متعددة الأدوية وموجهة إلى الخلايا المصابة، وتبنى الفريق فكرة «الكرتونة الذكية» وفاز بالمركز الأول فى أول المبادرة وينهج فى تصنيعها إلى مواد صديقة للبيئة، كما يعمل بصفة متكاملة ومستمرة على تفعيل البحث العلمى فى مجال الصناعات الدوائية والطبية حيث يشارك، حالياً، فى مشاريع صناعة الأدوية، مع فريق مصرى إسبانى، فضلاً عن تخليق جزيئات على مستوى النانو محملة بأدوية ممكن أن تستخدم فى علاج الأورام السرطانية وكذلك الالتهابات البكتيرية. ويوضح أنهم يركزون على حل المشكلات البيئية، خاصة مشكلة الأورام والالتهابات البكتيرية، من خلال أجهزة عالية الكفاءة تساعد الباحث على التميز والريادة، فضلاً عن ساعات عمل طويلة حتى ينتهى الباحث من تجاربه بالحصول على درجتى الماجستير والدكتوراه وكذلك الدبلومات المتخصصة، حيث إن المعهد يتبنى رؤية واضحة فى مجالات علوم النانو وتطبيقاتها فى الطب والصناعة، من خلال ثلاثة تخصصات مختلفة، تشمل المجالات الحياتية والصناعية، وهى مجال علوم النانو، الذى يتميز بدراسة علوم ومواد النانو وسماتها المختلفة للرقى بمجال الصناعة، ومجال هندسة النانو، الذى يدرس الجوانب الهندسية لعلوم النانو فى تكنولوجيا الطائرات والفضاء وأيضاً المواد الصناعية، ومجال طب النانو، الذى يختص بدراسة علوم الطب والبيولوجى ومدى الاستفادة منه فى التشخيص والعلاج.. يختتم حديثه قائلاً: «مجال طب النانو أحد ركائز المجتمع التى تستخدم فى الصناعات الدوائية والعلاجية». من جانبه، قال الدكتور Satheesh Kumar، ممثل شركة WITec Germany الألمانية، إنه قام بتدريب 4 من أعضاء هيئة التدريس والباحثين بمعهد النانو تكنولوجى، على كيفية استخدام جهاز مجهر القوى الذرية Atomic Force Microscope AFM)، الذى يعمل كأداة لرسم تفصيلى للتكوين السطحى للعينات النانوميتيرية عن طريق قوة التنافر الكهربية الناتجة بين السطح والإبرة عند حركة الميكروسكوب، مضيفاً أنه يُستخدم فى مجال تقنية النانو لمعرفة ورسم تضاريس السطوح ذات الأبعاد النانوميتيرية، وقياس بعض الخواص الميكانيكية والكهربائية والمغناطيسية للعينات النانوميتيرية عن طريق قوة التنافر بين كل من السطح والإبرة، وتعتبر هذه التقنية المتطورة جداًًً أداة مهمة لتوصيف المواد متناهية الصغر. أضاف أن جهاز مجهر القوى الذرية متقدم، وكفر الشيخ من المدن الرائدة فى أخذ هذه الخطوة وشرائه لأنها متميزة جداًً باعتبارها جامعة وليدة، وجهاز المسح الذرى له استخدامات وتطبيقات كثيرة منها النانو تكنولوجى والمواد الجديدة التى تُعطى قيمة كبيرة وتطبيقات السرطانات إلى جانب بعض الأبحاث فى الأدوية والإغذية، وأن الباحثين الذين تم تدريبهم أظهروا استجابة كبيرة فى التدريب، حيث يتوقع خلال فترة بسيطة أنهم سيكونون باحثين متميزين من خلال الاستخدام الجيد للألبليكيشن التى ترتبط بالبيئة واستخداماتها، حيث سيقدمون خدمة كبيرة لمصر فى مجال الأبحاث وخدمة المجتمع، ويُستخدم الجهاز أيضاً فى المجالات العسكرية والأساليب التكنولوجية المتقدمة، وفى مجالات الأدوية والبحوث الزراعية والحيوانية، حيث تعتمد تلك الأبحاث على المكان وأهدافه واستخداماته، فضلاً عن استخدامات الجهاز فى التطبيقات بشكل واسع طبقاً لاتجاهات الجامعة، حيث يُستخدم فى الصناعة والزراعة وله فائدة كبيرة لكفر الشيخ باعتبارها محافظة زراعية ولديها ثروة حيوانية، ويمكن استخدامه فى تشخيص السرطان من غير تكاليف عالية. وقال الدكتور ماجد القمرى، رئيس جامعة كفرالشيخ، وأستاذ علوم النانو تكنولوجى، إنه تم إنشاء معهد علوم وتكنولوجيا النانو بجامعة كفر الشيخ والذى يهتم بدعم إجراء بحوث ذات مستوى عالمى فى علوم النانو متعددة التخصصات لمعالجة المشاكل الأكثر إلحاحاً فى مجال الطب والبيئة وتكنولوجيا المعلومات والطاقة وأمن الوطن وسلامة الأغذية والمياه والنقل ويمنح الدرجات العلمية لمرحلة ما بعد البكالوريوس «الدبلوم والماجستير والدكتوراه»، بالإضافة إلى إجراء الدورات التدريبية فى علوم وتخصصات تقنيات النانو المختلفة.
