على بعد خطوات قليلة من محطة مترو "السادات"، بمنطقة وسط القاهرة، حيث تنتشر المقاهي الشعبية الشهيرة والمكتظة بالمواطنين، شباب ورجال وفتيات وأطفال، جميعهم جاءوا لمؤازرة المنتخب الوطني في مباراته الثانية أمام نظيره الروسي في بطولة كأس العالم لكرة القدم، رافعين الأعلام المصرية، وحاملين في أيديهم بعض أدوات الاحتفال، منتظرين صافرة البداية، وبدأت تتوالى الأسئلة بقلق قبل بداية المباراة خوفًا من عدم مشاركة اللاعب المصري محمد صلاح، لكن سرعان ما تبدت ملامح القلق وسيطر الفرح على المشجعين عندما رأوا "صلاح" في أرض الملعب. وتعالت صيحات المشجعين عند الانتهاء من عزف النشيد الوطني، مع التصفيق الحاد، مرددين "مصر.. المكسب لينا إن شاء الله"، وفي الدقيقة السادسة أبدى المشجعون قلقهم من الضربة الركنية الأولى للمنتخب الروسي، لكن الحارس المصري محمد الشناوي، أمسك بها، مما أثار سرور الجمهور. وفي الدقيقة 11 تعالت صيحات الجماهير من الهجمة الأولى على شباك المنتخب الروسي، التي فعلها اللاعب المصري محمد صلاح، مهاجم المنتخب الوطني، لكن قام الدفاع المنافس بالتخلص منها، وعلت صيحات الجماهير مرة أخرى في الدقيقة 16 أثر الهجمة على شباك المنتخب الروسي، وأخطأ اللاعب مروان محسن، مهاجم المنتخب المصري، في تسديدها برأسه مما أثار غضب الجمهور. وظل المشجعين يهتفون بكلمات "حرام... شوط بقى" عقب كل هجمة للمنتخب الوطني، على شباك نظيره الروسي، ويفسدها الدفاع الروسي، وتعتبر الهجمة الضائعة للاعب محمد صلاح، مهاجم منتخب مصر، في الدقيقة 43، من أكثر الهجمات التي أثارت استياء الجماهير في الشوط الأول، بسبب قربه من افتتاح باب التهديف للمباراة لحساب المنتخب الوطني، ومع انتهاء الشوط الأول وظهور اللاعب المصري محمد صلاح على الشاشة، تعالي التصفيق الحاد له. فيما نال أداء دفاع المنتخب الوطني، بقيادة أحمد حجازي وعلى جبر، وبجانبهم حارس المرمى محمد الشناوي، في الشوط الأول، إعجاب الجماهير. ومع بداية الشوط الثاني للمباراة، عم الغضب والاستياء على وجوه الجماهير عقب إحراز المنتخب الروسي للهدف الأول في الدقيقة 47، عن طريق الخطأ بالارتداد في قدم اللاعب المصري، أحمد فتحي، الذي غير اتجاه الكرة في شباك المنتخب الوطني، وتعالت صيحات الجماهير بكلمات "حرام عايزين نصعد". وفي الدقيقة 59 عم الهدوء التام على جماهير المنتخب الوطني، عقب إحراز المنتخب الروسي للهدف الثاني، ما أثار غضب المشجعين وتعالت كلمات "المنتخب خلاص نام". ومع إحراز الهدف الثالث للمنتخب الروسي، في الدقيقة 62 بدأت الجماهير في الانصراف، مرددين "دا حرقة دم مش لعب". وفي الدقيقة 67 دفع المدرب هيكتور كوبر المدير الفني للمنتخب المصري، باللاعب رمضان صبحي، بديلًا للاعب محمود ترزيجية، وفى الدقيقة 73 انفجرت الصحيات وتعالى التصفيق الحاد، جراء ضربة الجزاء التي أحرزها اللاعب المصري محمد صلاح مهاجم المنتخب المصري، في شباك المنتخب الروسي، ورددت أفواه الجماهير بكلمات "الحمد لله يارب التعادل". ومع ظهور اللاعب المصري محمود كهربا، على الشاشة وإجراءه لعملية الإحماء، تعالت الصحيات والتصفيق من قبل المشجعين. وفي الدقيقة 82 دفع "كوبر" باللاعب محمود كهربا، بديلا للاعب مروان محسن، ما أدى إلى سعادة الجمهور، مرددين بكلمات "كان من بدري يا كوبر حرام عليك". ومع انتهاء الوقت الأصلي للمباراة بدأت الجماهير في الانصراف، مرددين "حلم الصعود اتبخر"، وقد تشكل الحزن على ملامحهم تمامًا، وقد تلقى المنتخب الوطني خسارته الثانية في بطولة كأس العالم لكرة القدم، ما زاد الأمر صعوبة لصعوده إلى دور ال16.