سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شهود عيان: «ملثمان» على موتوسيكل أطلقا الرصاص على الكنيسة إيهاب سمير: الإسعاف نقل المصابين من مستشفى إمبابة إلى الساحل ومعهد ناصر بعد انتظار أكثر من ساعة
ترانيم روحية خافتة، تتردد على أعتاب كنيسة العذراء الممتدة على كورنيش الوراق، التابع لمحافظة الجيزة، وسط مجموعة من الضيوف والمعازيم، يضحكون ويتسامرون فى انتظار وصول رمزى خليفة، عريس الليلة، وعروسه، بينما تزدحم جدران الكنيسة فى الداخل ب«الكهارب» الملونة ذات الإضاءة الهادئة، حيث تنتهى مراسم عرس آخر داخل قاعة الأفراح، ليبدأ إكليل «رمزى»، الشاب الثلاثينى، وعروسه كاترين مسيحة، مع ملامسة عقارب الساعة التاسعة مساء وفقاً للحجز المسبق، تعلو الابتسامة وجوه الحاضرين، يستعد معازيم الفرح المنتهى لمغادرة الكنيسة، بينما أصدقاء رمزى وأهله يهيئون أنفسهم لدخول قاعة الأفراح بمجرد وصول العروس من الكوافير، ليفاجأ الجميع بطلقات الرصاص المتواصل التى تستهدفهم من سلاح آلى، تضغط على «زناد» السلاح يد ملثم لا ترتعش ولا تتردد، لتسكن الرصاصات أجسادهم الضعيفة. فى برهة من الزمن ينقلب الفرح إلى مأتم، كما يرى جرجس منصور، أحد شهود العيان وزميل «رمزى» فى عمله بنفس المنطقة، صوت طلقات الرصاص التى دوت منذ قليل تخيل جرجس فى بداية الأمر أنها أصوات ألعاب نارية تطلق فى الجو للاحتفال بالزفاف، ليتضح له الأمر بعد سقوط العديد من المصابين، موضحاً أن الحادث الذى وصفه ب«الكارثى» حدث فى ثوانٍ معدودة، ولم يتمكن أحد من الهرب أو الاحتماء داخل أسوار الكنيسة. كنيسة العذراء مريم والملاك ميخائيل، التى تم بناؤها بحلول عام 2001، تابعة لمطرانية شمال الجيزة، وهى مكونة من 3 طوابق وتضم قاعتين لمراسم عقد القران أو «الإكليل»، بالإضافة لقاعة عزاء بالطابق الأرضى، وتمتد على مساحة تتجاوز ال500 متر، ملاصق لها مقهى «الإخوة»، وعلى الجانب الآخر أرض فضاء. الغريب من وجهة نظر سعد رمزى، أحد المعازيم، حدوث عطل فى سيارة ميكروباص تسبب فى حالة من الشلل المرورى، وأدى إلى غلق الطريق على بعد مسافة تتجاوز ال100 متر من موقع الحدث، بينما تمكن الموتوسيكل المتورط فى تنفيذ الحادث من السير دون أن يكون بجواره أو خلفه أى سيارة أثناء تنفيذ هجومه المسلح، مؤكداً أن الطريق ظل لأكثر من 5 دقائق خاليا من السيارات فى الاتجاهين حتى اختفى الموتوسيكل ومن عليه عن الأنظار تماماً وربما من موقع الحدث أيضاً. «العيال دى صغيرة فى السن وكانوا ملثمين بشال أبيض»، هكذا تحدث صليب جرجس، ذو الأربعين عاماً، الذى شاهد عملية الهجوم المسلح، مؤكداً أنه شاهد الموتوسيكل يقف أمام المقهى الموجود بجوار الكنيسة، وسبق له المرور من أمامهم من قبل، مؤكداً أنهم كانوا يخفون وجوههم بطريقة لا تدل على أنهم ملثمون، حيث تظهر الأنف والعينان، ويعطى إحساسا لمن يراها بأنهم يحتمون من البرد أثناء التحرك بالموتوسيكل، موضحاً أن الموتوسيكل ذا اللون الأحمر ماركة (M-Z) لم يظهر فجأة أمام الكنيسة، كما تردد وسائل الإعلام، بينما السائق الذى كان يقوده شاب نحيف الجسد، يرتدى ملابس كاجوال حددها فى بنطلون جينز وتى شيرت، بينما من يجلس خلفه وقام بإطلاق الرصاص على الموجودين أمام الكنيسة قصير القامة وجسمه ممتلئ قليلاً. وعن طريقة إطلاق النار يؤكد صليب أن الموتوسيكل لم يتوقف، إنما اكتفى سائقه بتهدئة لم تدم طويلاً ليستكمل طريقه على الكورنيش بأقصى سرعة، حتى اختفى عن أنظارنا. محمد سمير، زوج شقيقة شادى جرجس، أحد المصابين فى الحادث، يؤكد أن الحادث كان صدمة للجميع لم يتوقعها أحد «ما حدش فينا حاول يجرى خلف الموتوسيكل، كان كل اهتمامنا إسعاف المصابين ونقلهم إلى المستشفى»، مؤكداً أنه لم يشاهد أحداً من رجال الأمن سواء من الشرطة أو الجيش بعد وقوع الحادث وحتى مغادرتهم المكان إلى المستشفى «إحنا اللى نقلنا المصابين لمستشفى إمبابة المركزى فى توك توك، ورغم ذلك رفض المستشفى استقبال الحالات بحجة أنه بيستقبل حالات الحوادث فقط، وليس لديه إمكانيات لإجراء عمليات لاستخراج الرصاصة من جسد أحد الضحايا، مما تسبب فى انتظار المصابين لأكثر من 60 دقيقة داخل المستشفى المركزى بإمبابة حتى قامت سيارات الإسعاف بنقل المصابين إلى معهد ناصر». الأهالى الذين أثارهم تأخر وصول الإسعاف قاموا بقطع شارع النيل فى الاتجاهين، ووقعت مناوشات بينهم وبين عدد من السائقين، وتم فتح الطريق بشكل جزئى لمرور سيارة إسعاف تقل جثة أحد القتلى، وبمرور الوقت عادت الحركة المرورية لطبيعتها وتم فتح الطريق بشكل تام، وكثفت أجهزة الأمن من وجودها أمام الكنيسة ونشرت تشكيلات من قوات الأمن، بالتزامن مع وصول فريق النيابة وفريق من الأدلة الجنائية لرفع البصمات وتحريز فوارغ الطلقات النارية وفحصها وحصر التلفيات بواجهة الكنيسة. أهالى الضحايا: نقلنا المصابين بالتوك توك إلى مستشفى إمبابة الذى رفض علاجهم بحجة عدم وجود الإمكانيات الأخبار المتعلقة: معهد ناصر: «صراخ» مستمر ب«الطوارئ».. و6 عمليات للمصابين مستشفى الساحل: معاناة المصابين تبدأ ب«تذكرة الدخول».. ولا تنتهى فى غرفة المرضى دموع وآلام أمام مشرحة زينهم فى انتظار «الضحايا» «الببلاوى» يعزى البابا «تواضروس» هاتفياً فى ضحايا الحادث أقباط يعلنون الغضب على الحكومة.. ووقفة قبطية أمام مجلس الوزراء للمطالبة بمحاكمة وزير الداخلية راعى كنيسة «الوراق»: الهجوم هدفه إثبات أن الوضع فى مصر غير مستقر رئيس «الإسعاف»: 4 قتلى بينهم طفلتان و17 مصاباً حصيلة الهجوم الإرهابى تحقيقات النيابة: منفذو الحادث استهدفوا المجنى عليهم بطلقات آلية فى الرأس والرقبة والصدر مباشرة «الوطن» تنشر تفاصيل الهجوم الإرهابى على كنيسة «الوراق» الإرهاب على أبواب «مريم العذراء»