عاشت سيناء، أمس وأمس الأول، لأول مرة منذ 3 يوليو الماضى، 48 ساعة هادئة، دون أى عمليات أو محاولات إرهابية، فيما عززت قوات الأمن من وجودها المكثف على الارتكازات والحواجز الأمنية التى تربط مدن شمال سيناء، كما شددت من إجراءاتها التفتيشية على السيارات المارة بالأكمنة، وأغلقت الطرق المؤدية للمؤسسات العسكرية والشرطية بأكثر من حاجز أمنى فى الطريق الواحد، وانتشر رجال القناصة على الأبنية المرتفعة المحيطة بتلك المؤسسات، لاكتشاف أى تحركات مريبة، فى محيط الأقسام والمؤسسات العسكرية، للتعامل معها قبل أن تقترب من النقاط الأمنية، كما استعانت أقسام الشرطة والمؤسسات العسكرية بخبراء المفرقعات والكلاب البوليسية، لتمشيط المناطق المحيطة بها، على مدار الساعة، لاكتشاف أى محاولات لاستهداف النقاط الأمنية بالألغام والعبوات الناسفة. وفرضت قوات الجيش الثالث سياجا أمنيا محكما على وسط سيناء والطرق التى تربطها بالجنوب وعززت وجودها على المنافذ والمعديات التى تربط سيناء بمحافظات القناة، لضمان عدم تسلل عناصر الإرهاب إلى أى منها، وقامت طائرة أباتشى فى الصباح الباكر بتمشيط المجرى الملاحى لقناة السويس، والمناطق الحدودية والصحراوية التى تربط سيناء بالمحافظات المجاورة، وتم تكليف القوات البحرية وحرس الحدود بتشديد الإجراءات الأمنية على شواطئ خليج السويس والعين السخنة، لمنع تسلل عناصر الإرهاب عن طريق البحر. من جانبه أكد مصدر رفيع أن الهدوء الذى سيطر على سيناء خلال الساعات الماضية يعكس نجاح قوات الجيش والشرطة فى إحكام قبضتهما على البؤر الإرهابية بمدن شمال سيناء، مما دفع تلك العناصر إلى الهرب إلى جنوبسيناء، بالقرب من الشريط الحدودى بمدينة رفح، مشددا على أن قوات الجيش نجحت فى اقتحام تلك البؤر الحدودية وتدمير معظمها، كما تمكنت من إلقاء القبض على معظم القيادات الإرهابية التى تمثل العقل المدبر لتلك الجماعات. وأوضح المصدر، فى تصريحات ل«الوطن»، أن الجماعات الإرهابية ستحاول القيام بأى أعمال إرهابية بمدن القناة؛ لإثبات الوجود قبل القضاء على الإرهاب نهائياً، كاشفا عن أن الشغل الشاغل الآن لقوات الأمن فى حربها على الإرهاب هو اقتحام جبل الحلال والسيطرة عليه، باعتباره مأوى الجماعات الإرهابية، لاسيما بعد تشديد الخناق عليهم بالشمال، ونجاح العناصر الإرهابية، فى التسلل من الشمال للجنوب والتمركز بالجبل، وتنفيذ التفجير الأخير بمديرية أمن جنوبسيناء. وتابع المصدر قائلا: إنه نظرا للطبيعة التضاريسية الوعرة للجبل ولجوء الجماعات الإرهابية لزرع الألغام والعبوات الناسفة فى الطرق والمدقات الموصلة للجبل، أجلت الأجهزة الأمنية اقتحام الجبل أكثر من مرة، لوضع خطة محكمة تضمن اقتحامه للقضاء على بؤر الإرهاب بداخله بأقل الخسائر، وأوضح أن قيادات الجيش الثانى والشرطة، عقدت خلال الأيام القليلة الماضية عدة اجتماعات مع شيوخ وعواقل القبائل بجنوب ووسط سيناء للاستعانة بهم فى كشف لغز التضاريس الوعرة للجبل، حتى تتمكن القوات من اقتحامه، تحت غطاء جوى مكثف، متوقعا أن تتم مداهمة الجبل عقب إجازة عيد الأضحى. وأكد المصدر أن خطة اقتحام الجبل ستحمل مفاجآت للجماعات الإرهابية، وستساعد الأجهزة الأمنية فى السيطرة على جميع العناصر الإرهابية داخل الجبل خلال ساعات معدودة.