قالت وكالات إغاثة إن عمال المساعدات يضطرون للتفاوض مع عدد متزايد من فصائل جماعات المعارضة، لتنظيم توصيل المساعدات للمدنيين السوريين، في حين تواصل الحكومة منعهم من الوصول إلى كثير من المناطق، الأمر الذي يعرقل عملهم بشدة. وقال بيير كراينبول مدير عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في أنحاء العالم، إن نقل المساعدات من العاصمة إلى مدينة حلب الشمالية المقسمة على بعد 355 كيلومترا، بطيء وصعب للغاية، مضيفا في مؤتمر صحفي في جنيف اليوم: "عندما يسافر زملاؤنا من دمشق إلى حلب يمرون على ما بين 50 و60 نقطة تفتيش في الطريق. علينا التعامل مع هذا". وأضاف: "هذا يضاعف عدد الأشخاص الذين يتعين علينا التحدث معهم على الأرض، ينتمون لجماعات مختلفة من قوات مسلحة منظمة إلى جماعات غير حكومية ذات هيكل فضفاض وجماعات المعارضة، لكن بينها بالطبع جهات إجرامية"، مشيرا إلى أن المعارضة مجزأة إلى عدد كبير من الجماعات، وهناك "جماعات متعددة وأحيانا حتى خلافات داخل نفس الجماعة، لذا يتعين التفاوض مع عدة فصائل داخل نفس الجماعة". وقال برنامج الأغذية العالمي إن جماعات مسلحة في شمال شرق البلاد سدت طرقا، وإنه لا يمكن الوصول إلى مزيد من المناطق في دمشق والريف حولها بسبب القتال. وأكد كراينبول أن الصليب الأحمر على اتصال بكل الجماعات، وقادر على العمل في بعض المناطق التي تسيطر عليها المعارضة والحكومة في حلب، مضيفا أنه "ما من شك في أن تعدد جماعات المعارضة هو ما يجعل الحوار صعبا، سواء في الشمال أو في المناطق الأخرى بالبلاد التي تتمتع فيها جماعات المعارضة بوجود قوي (...) ذلك لأنه كي تدرك مع من تتحدث ومن يمكنه تقديم الضمانات باحترام قافلتك عندما تمر بمنطقة ما (...) هذا يشكل تحديا". وأشار إلى أن الحكومة السورية تتبنى "موقفا أشد تقييدا" تجاه عمال المساعدات منذ بدأ الصراع مطلع 2011، مضيفا أن المسؤولين السوريين رفضوا مجددا هذا الشهر السماح بدخول المدينة القديمة في حمص، حيث يُعتقد أن عدة آلاف من الأشخاص محاصرون منذ شهور، وأرجعوا ذلك إلى مخاوف أمنية. وقالت إليزابيث بيرس المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، إن البرنامج سجل نحو 50 حادث سرقة لإمدادات أو مصادرة لشاحنات أغذية على يد مجموعات مسلحة هذا العام، مضيفة أن النار اندلعت في مخزن تابع للبرنامج في ريف دمشق هذا الأسبوع، بعدما أصابته ثلاث قذائف مورتر. ودعت في مؤتمر صحفي "جميع أطراف الصراع للسماح بمرور آمن للغذاء إلى الأسر التي تعيش شهرا بشهر على الحصص الغذائية التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي".