جنيف (رويترز) - قالت مسؤولة كبيرة بالصليب الأحمر ان مقاتلي المعارضة السورية منقسمون إلى مئات الجماعات المسلحة التي تسيطر على مساحات في شمال البلاد في حين تعزز القوات الحكومية سيطرتها على العاصمة فيما يبدو. وقالت ماريان جاسر التي غادرت سوريا قبل عشرة ايام بعد انتهاء عملها رئيسة لفريق اللجنة الدولية للصليب الاحمر هناك ان هناك دلائل على ان القوات الحكومية تبدي "مزيدا من العزم" في محيط دمشق منذ ابريل نيسان. وأضافت للصحفيين في جنيف ان حواجز الطرق والحواجز الحجرية التي تقيمها الكثير من المجموعات المسلحة المختلفة تعرقل ايضا مساعي توصيل المساعدات الى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة والحكومة. ومن الصعب الحصول على تقديرات مستقلة لميزان القوى على الارض في الحرب الاهلية المستمرة منذ أكثر من عامين في سوريا بسبب القيود المفروضة على تحركات كثير من موظفي الاغاثة والصحفيين المستقلين. والهلال الاحمر العربي السوري شريك الصليب الاحمر في سوريا هو الهيئة الرئيسية المسؤولة عن توزيع مساعدات الاممالمتحدة خلال القتال الذي يقول المرصد السوري لحقوق الانسان انه أودى بحياة ما لا يقل عن 82 الف شخص. وقالت جاسر "شعرنا بانها (الحكومة) شددت سيطرتها على دمشق وريف دمشق لان الحصول على تصريح زاد صعوبة وكان هناك المزيد من نقاط التفتيش." وأضافت "في السابق كان الوصول الى حلب (في شمال البلاد) من دمشق يستغرق قرابة اربع ساعات أما الان فيستغرق ما يقرب من يومين لأن كثيرا من الطرق مغلقة." وقالت جاسر انها قابلت نحو 30 جماعة مسلحة نصفها لم يكن معروفا من قبل للصليب الاحمر الدولي وموظفي الهلال الأحمر العربي السوري خلال رحلة في شهر مارس اذار من حماة إلى حلب. وقالت إن من الصعب تقدير العدد الإجمالي للجماعات المسلحة "لكنني اقول انها بضع مئات". وبعض جماعات المعارضة الأكبر مثل الجبهة الاسلامية لتحرير سوريا هي ائتلافات مكونة من كتائب اصغر. وقالت جاسر إن جبهة النصرة الاسلامية المتشددة والمعروفة برايتها السوداء هي ايضا "متشرذمة للغاية". وقالت ان من الصعب بسبب عدد جماعات المعارضة وتنوعها التفاوض للمرور عبر خطوط الصراع. وأضافت "قد يستغرق الامر احيانا اكثر من اسبوعين للتفاوض مع الجانبين. مع الجماعات المسلحة ربما يوافق نصفها ونظل نتفاوض مع النصف الاخر." ومضت تقول "حتى اذا حصلت على الموافقة من الجانبين فستجد بعض الجماعات أو القناصة الذين لا يتبعون التعليمات في واقع الامر ويطلقون النار على اي شخص يحاول العبور." واعترضت بعض المجموعات الاسلامية على الصليب الرمز الرئيسي للجنة الدولية للصليب الاحمر رغم انه يرمز إلى العلم السويسري وليس الصليب الخاص بالديانة المسيحية. وقالت "في طريق العودة من حلب واجهنا بعض المشكلات. فجأة (قابلتنا) نقطة تفتيش. شبان يرتدون ملابس سوداء وليسوا سوريين. ومن ثم صرنا امام هذه المشكلة: اجانب ومتشددون (غاية في التطرف) يتسمون... بالعداء الشديد لنا يقولون: لا تروق لنا رايتكم." (إعداد حسن عمار للنشرة العربية-تحرير عمر خليل)