جنيف (رويترز) - قال مسؤولون من منظمة الصحة العالمية يوم الثلاثاء ان سوريين جرحى يتضورون جوعا كثيرون منهم نساء وأطفال توافدوا على المستشفى الرئيسي في دمشق حيث الامدادات الطبية في حالة نقص متزايد. وقال طارق ياسارفيتش المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية للصحفيين في جنيف انه مع تصاعد الحرب الاهلية في أنحاء العاصمة يعالج الاطباء ما يصل الى 100 جريح يوميا في مستشفى دمشق الذي تبلغ سعته 400 سرير ويضطرون الى استخدام أدوية مخدرة موضعية حتى في حالات العمليات المعقدة. وقال ان حالات الاصابة بسوء التغذية الحاد في الاطفال الذين يتم تحويلهم الى المستشفى من ريف دمشق ودير الزور والحسكة ودرعا وحمص زادت الى 7-8 حالات شهريا من حالتين الى ثلاث حالات في الشهور السابقة وان العاملين والمرضى يواجهون صعوبة في الوصول الى منشآت الرعاية الصحية بسبب الانعدام المتزايد للأمن. واضاف "أغلب الاصابات عبارة عن حروق وإصابات بأعيرة نارية وأخرى نتيجة انفجارات." وتابع "جرى الابلاغ عن نقص في المراهم الخاصة بالحروق والمعدات وامدادات التخدير والتدخل الجراحي" مضيفا أن جزءا من المشكلة يتمثل في العقوبات المفروضة على سوريا والتي تحد من توفر بعض الامدادات. وتحد العقوبات من توفر بعض الامدادات الطبية في البلاد حيث توقف انتاج العقاقير الطبية فعليا منذ عدة أشهر وفقا للمنظمة التابعة للأمم المتحدة التي زار مسؤولون منها مستشفى دمشق في الاسبوع الماضي. وقال مسؤولون من برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة للصحفيين في جنيف ايضا ان النقص الخطير في الخبز والوقود يتفاقم في انحاء البلاد. وقالت اليزابيث بيرس المتحدثة باسم البرنامج للصحفيين قبل يوم من اجتماع منظمات ممولة للنداء المقرر ان يطلق من اجل سوريا في عام 2013 "الوضع الانساني خطير ولدينا مصاعب في الوصول اليهم. اعمال التوزيع تباطأت لكننا نواصل تسليم الامدادات الى المخازن." وقالت "وقوف طوابير طويلة أمام المخابز أصبح المعتاد في العديد من أجزاء سوريا." ويتم الابلاغ عن نقص في طحين القمح في معظم اجزاء بالبلاد بسبب الأضرار التي لحقت بالمطاحن ومعظمها في مدينة حلب المنقسمة في الشمال بالاضافة الى نقص الوقود لمركبات النقل والطرق المغلقة وصعوبة الوصول. وقالت بيرس ان حصص برنامج الاغذية العالمي تصل الى نحو 1.5 مليون شخص في سوريا شهريا لكن الهلال الاحمر السوري يقدر ان 2.5 مليون شخص يحتاجون بالفعل للمساعدات الغذائية. لكن البرنامج غير قادر على تعزيز المساعدات بسبب نقص الشركاء المانحين على الارض والتحديات في الوصول الى بعض المناطق الأسوأ تضررا. وقالت بيرس ان هذه هي المرة الأولى في عدة أشهر التي يصبح فيها البرنامج غير قادر على توزيع حصص في مناطق يصعب الوصول اليها بالقرب من الحدود التركية ومن بينها رأس العين وتل أبيض اللتان تسيطر عليهما المعارضة. وأضافت انه تم الابلاغ عن هجمات على شاحنات تابعة لبرنامج الاغذية العالمي في الاسابيع القليلة الماضية مع عشر حالات سرقة ومصادرة شاحنات من جانب جماعات مسلحة مجهولة الهوية منذ اكتوبر تشرين الاول. وقدمت منسقة الشؤون الانسانية بالامم المتحدة فاليري آموس افادتها الى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الاثنين بعد زيارة دمشق يوم السبت. وقالت للصحفيين إنها طلبت من الحكومة السورية ان تسمح على وجه السرعة باستيراد وقود للعمليات الانسانية وطالبت بأن يسمح بالدخول لعشر منظمات مساعدات إنسانية إضافية. (إعداد رفقي فخري للنشرة العربية - تحرير عماد عمر)