قال الدكتور يوسف رزقة، المستشار السياسي لرئيس حكومة "حماس" بقطاع غزة، إسماعيل هنية، إن الحديث عن احتمال شن الجيش المصري هجوما على القطاع خلال المرحلة المقبلة أمر مستبعد، موضحا أن العمق الجغرافي والتاريخي بين البلدين يحول دون ذلك. وأشار رزقة، في حديث لوكالة "الرأي" بغزة، إلى أن طرفا فلسطينيا محسوبا على حركة "فتح" من يبعث بتلك الرسائل، لإقحام غزة في أحداث مصر الجارية، مضيفا "هذه الإشاعات تحرض الجيش والقيادة المصرية على (حماس)، وتخلق أجواء عدائية بهدف الاستقواء على غزة وشن هجوما عليها وردع المقاومة". وأوضح أن "الحكومة تواجه هذه الإشاعات، وتفندها جملة وتفصيلا، عبر اتصالاتها المستمرة مع جهاز المخابرات المصري بالقاهرة، وشخصيات مثقفة، فضلا عن مخاطبة وسائل الإعلام المصرية المسؤولة عن بث تلك الفبركات". وتابع "الاتصالات لم تنقطع مع الجانب المصري حتى الآن، لكن يبدو أن هنالك شيطنة لحماس تزامنت مع شيطنة الإخوان بمصر، يديرها عناصر فلسطينية لها ارتباطات بالسفارة بالقاهرة، والأحزاب الموالية للنظام الجديد". وقال رزقة إن حكومته "تواصلت مع جهاز المخابرات المصرية، وجبهة الإنقاذ، وثلة من المفكرين، لدحض الفبركات التي تثيرها وسائل الإعلام المصرية عن قطاع غزة ومقاومته"، مضيفا: "هنالك انتقادات كثيرة لحركة فتح والسفارة الفلسطينية في القاهرة التي تغذي مثل هذه المعلومات". وأضاف "كل الاتصالات التي تجري حاليا مع الجانب المصري فيما يتعلق بالمعطيات على أرض الواقع لم تلق أذانا صاغية حتى الآن، ولا استجابة حقيقية للمطالب الفلسطينية المتمثلة بوقف الفبركات الإعلامية، وفتح معبر رفح البري المنفذ الوحيد لسكان القطاع، كبديل عن إغلاق الأنفاق". واعتبر أنه أمام المتغيرات الجارية في المنطقة لا خوف على مستقبل الحكومة عموما، وحركة حماس خصوصا، لافتا إلى "أن ما تسمى ب(حركة تمرد) تسلك نفس النهج الحاصل في مصر، في محاولة منها لإرباك الساحة الفلسطينية، إلا أن مخططهم بات مكشوفا للجميع". وتابع "اتهامات رئيس السلطة في رام الله خلال خطابه الأخير لحماس، وإرسالها آلاف من الجنود في مصر مؤذية للغاية، فكيف له أن يتهم حركة كبيرة ويحرض مصر عليها، فضلا عن أقوال عزام الأحمد واتخاذه إجراءات مؤلمة بحق غزة إن لم تستجب للمطالب". وذكر أن الأزمة المصرية ألقت بظلالها على قطاعات عدة في غزة، أبرزها الاقتصادية والإنسانية، مضيفا "منذ اليوم الأول للمتغير الكبير الذي حصل في مصر، ونحن نوضح رؤيتنا إلى المسؤولين في مصر عبر وسائل الإعلام والكتاب والمثقفين بأن الأنفاق حالة استثنائية فرضت على القطاع بعد حصار 2006"، مشيرا إلى أن الحكومة تناشد السلطات المصرية لإيجاد البدائل أمام استمرار إغلاق المعابر وهدم الأنفاق، إلا أنه لم يلمس تغييرا حقيقيا حتى الآن.