اتجه عدد كبير من المذيعين إلى التمثيل فى المسلسلات الدرامية التى تعرض على الشاشات الفضائية حاليا، حيث تشارك المذيعة إنجى المقدم فى مسلسل «طرف ثالث»، والمذيعة إنجى على فى مسلسل «سر علنى»، ويشارك عمرو أديب كضيف شرف فى مسلسل «باب الخلق»، كما يظهر المذيع عمرو رمزى فى مسلسل «فرقة ناجى عطا الله»، ويشارك المذيع كريم كوجاك فى مسلسل «الإمام الغزالى»، ويشارك الإذاعى تامر شلتوت فى بطولة سيت كوم «عروسة ياهوو»، أما المذيعة نجلاء بدر فتشارك فى 3 أعمال، وهى «الصفعة»، و«شمس الأنصارى»، و«فرقة ناجى عطا الله». حول هذه الظاهرة ولماذا اتجه المذيعون إلى التمثيل، هل بحثاً عن المال، وهل سحبت برامج «التوك شو» البساط من تحت أقدام البرامج الترفيهية، ولهذا اتجه مقدموها إلى التمثيل؟ يدور هذا التحقيق. يقول د. حسين أمين، أستاذ الصحافة والإعلام فى الجامعة الأمريكية: اتجاه المذيع إلى التمثيل لا يعد خروجا عن القالب، ومذيع «التوك شو» يعتبر ممثلا، فهو ليس سياسيا مخضرما، لأن هذا المذيع لديه فريق عمل، من معدين وفريق بحث، لكن النجاح يأتى من خلال طريقة إلقائه أو طريقة تعامله مع الضيوف. ودعينا نقُل إن نسبة مشاهدة «التوك شو» لا تتعدى من 20 إلى 30 ألف مشاهد، واتجاه المذيعين إلى التمثيل أو إلى الإعلانات شىء عادى جدا، فعندما تنحصر الأضواء عن المذيعين يتجهون إلى التمثيل، ولكن المذيع الذى يتجه إلى التمثيل يجب أن تكون لديه مهارات وملكات وقدرات التمثيل. وتقول المذيعة إنجى المقدم: بالنسبة لى الحالة مختلفة، حيث إننى درست المسرح فى الجامعة الأمريكية، وأحب التمثيل، وبعد أن أنهيت دراستى لم أعمل فى التمثيل لظروف عائلية، لذلك اضطررت أن أختار أقرب شىء فى هذا المجال، وهو تقديم البرامج، وجذبتنى لفترة، وفى هذه الأثناء كانت تعرض علىّ أعمال تمثيلية، لكن ظروفى العائلية لم تسمح لى حينها، وبعدما انتهت هذه الظروف قدمت «أحمد اتجوز منى»، و«لحظات حرجة»، ثم شعرت أن «صاحب بالين كداب»، لذلك قررت أن أمثل فقط. أما المذيع كريم كوجاك فيقول: الوضع بالنسبة لى حالة خاصة، حيث أتعامل مع التمثيل بمنطق الهواية وليس الاحتراف، وليس لدىّ أية حسابات فى قبولى لأى دور أقدمه على الشاشة، حيث تجدنى أقدم أدوارا يمكن ألا تُذكر فى أعمال فنية، لكن المهم بالنسبة لى أن يكون العمل جيدا، وبدايتى مع التمثيل كانت نفس الشىء، فقدمت مشهدا واحدا فى فيلم «اللمبى». ويضيف كوجاك: برامج «التوك شو» فى الفترة الماضية بالفعل كانت لها أهمية، فالأحداث الجارية على الساحة مؤخرا جعلت المشاهد غصبا عنه يتجه إلى هذه البرامج ليتابع ما يحدث على الساحة، وعندما يكون هناك استقرار ستعود البرامج الترفيهية مرة أخرى إلى الشاشة، وفى النهاية الشاشة بأكملها تعتمد على سيكولوجية المشاهد. ويقول الدكتور سامى عبدالعزيز، العميد السابق لكلية الإعلام بجامعة القاهرة: هذه العملية، فى رأيى، ذات طابع تسويقى وإنتاجى بحت، حيث إن هناك عاملين آخرين، هما الناحية الشكلية، والناحية الجماهيرية، وبالنسبة للجيل الجديد مثل جيل شريف عامر، فالاستعانة به تعتمد على الجماهيرية، وأنا عن نفسى ضد هذا التوجه فى خلط الوظائف على حساب المصداقية، وبالتأكيد هذه الظاهرة بها دافع مادى يجعل المذيع يتجه إلى التمثيل. أما إذا ما كانت برامج «التوك شو» هى السبب فى سحب البساط من تحت أقدام البرامج الترفيهية، فأقول إن السياسة الإخبارية اليومية أهم عند المشاهد من الدراما التليفزيونية، فالسياسة بها دراما أكثر من الروايات التى يكتبها الروائيون، ومن كثرة اللاعبين السياسيين الذين ينتمون إلى تيارات سياسية مختلفة، أصبح لدينا طبق سلطة سياسى درامى شهى، والدراما السياسية اليومية مليئة بالدراما، ومخرجها لا يتحكم فيها، وكل يوم فيها بطل جديد لا يختاره مخرجها. وأخيرا يقول دكتور مدحت الكاشف، الأستاذ بالمعهد العالى بالفنون المسرحية: أنا ضد قول إنها ظاهرة، فالظاهرة تظهر ثم تختفى بعد فترة، واتجاه المذيعين للتمثيل ليس ظاهرة غريبة على فئة معينة من الناس، ولا أرى أن هناك أى تعارض، فالجيل الجديد من المذيعين يمكن أن يكونوا أكثر تطورا، هذا بالإضافة إلى أن الموضوع يعود إلى قبول المتفرجين لهم.