فى إيران لا وجود لمعانى الاختيار حتى فى الملبس، خاصة لدى النساء؛ حيث فرض الحجاب لباسا إلزاميا على المرأة منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979، مما خول لشرطة الآداب أن تتعقب النساء والفتيات وتعتقلهن لمجرد أنهن خالفن ولو لبعض الشىء تقاليد ارتداء الحجاب، وذلك حسب ما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية. هذه الظاهرة تزيد فى رمضان؛ حيث تم إغلاق حوالى 53 كوفى شوب و87 مطعما فى طهران نظرا لتردد غير المحجبات عليه والسماح لهن بالتدخين، ناهيك عن عمليات الاعتقال لكل من تخالف تقاليد الحجاب أو تزايد فى وضع المكياج ليواجهن عقوبة السجن أو الجلد. وكما تقول إحدى الإيرانيات، سحر (30 عاما) التى قبض عليها لارتدائها ملابس لا تغطى كل ذراعيها: «أشعر بعدم الاحترام والإهانة فى بلدى، فرغم بلوغى فإنى لا أستطيع اختيار ما أرغب فى ارتدائه». مصطفى، البالغ 46 عاما، يحكى كيفية اعتقال أخته بنافشى (16 عاما) فى مول تجارى: «أخذوا أختى إلى شاحنة عسكرية وذهبوا بها إلى الشرطة، وبمجرد دخولها إلى الشاحنة سارع الرجال بقذفها بكلمات جارحة لما ترديه، ثم اقتادوها إلى السجن، الأمر الذى دفعها إلى البكاء بشكل هستيرى حزنا على نفسها لأنها لم ترتكب خطأ لكل هذا». ويضيف مصطفى: «بعد فترة قصيرة من الوقت أطلق سراحها وبمجرد وصولها إلى البيت لم تتلفظ سوى بكلمة واحدة وجهتها إلى والدها حيث قالت: أبى بمجرد إنهائى الدراسة سأهاجر من هذا البلد إلى الأبد». وما زاد الأمر تعقيدا، على حد وصف الصحيفة، قرار السلطات الإيرانية قبل أشهر بجعل اللباس غير الإسلامى للمرأة مسألة تهديد للأمن القومى وأحد مظاهر التدخل الغربى فى الشئون الإيرانية؛ حيث يقول مسئولون إيرانيون: «إنها جزء من الحرب الناعمة لدى العدو ضد الشعب الإيرانى». الأمر الذى تعتبره نفيسة (50 عاما)، وهى أم إيرانية لثلاث بنات «عديم الفائدة ولن يجدى بثماره المرغوبة من الإلزام بارتداء الحجاب، ويخالف أيضاً مفاهيم الحرية فى الإسلام».