«أنتم السابقون ونحن اللاحقون».. بهذه العبارة المستكينة يتمتم جيران العقار المنكوب، فى منطقة سيدى جابر، بالإسكندرية، الذى انهار أمس الأول، وأسفر عن مصرع لواء سابق وزوجته وإصابة 2. ينتظر الجيران فى استسلام مصيرا مشابها لمن قتلوا وأصيبوا، لأنهم يقطنون بنايات آيلة للسقوط فى أى لحظة، لكنهم لا يملكون مسكنا آخر ينتقلون إليه، ومعظمهم يؤثر الموت تحت الأنقاض على الموت فى الشارع، دون سكن أو مأوى. يطل الجيران من شرفات منازلهم، الملاصقة للعقار المنكوب، ينظرون إلى ما حل بجيرانهم من دمار، ولديهم يقين بأنهم سوف يواجهون نفس المصير، عاجلا أو آجلا، فالعمارات المخالفة والآيلة للسقوط بالإسكندرية تستعصى على الحصر، ويسكنها نحو نصف مليون نسمة على الأقل، بحسب تصريحات محافظها اللواء طارق المهدى. الحاج محمد السيد يطل من شرفة منزله، المتاخم للعقار المنكوب، يسترجع ذكريات الماضى القريب، مع جاره اللواء متقاعد مصطفى عبدالحميد وزوجته آمال، اللذين لقيا حتفهما تحت الأنقاض، قائلا ً: «اللواء مصطفى رفض أن يترك المنزل الذى عاش فيه لأكثر من 60 عاما، وفضل الموت تحت أنقاضه، فكيف سنفعل إذا حل بنا ما حل بجيراننا؟». مضيفا: «اليوم نقف ننظر إليهم وإلى ما حل بهم من خراب ودمار، وغدا سينظر جيراننا إلينا، عندما يسقط عقارنا فوق رؤوسنا». غير أن «منى محمد» تبدو أكثر عقلانية، إذ تطالب الجهات المختصة بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنقاذ الأهالى من الموت تحت ركام العمارات المهددة بالانهيار فى أى لحظة، وإخلاء العقارات المهددة بالانهيار، وتوفير مساكن بديلة للسكان فى أقرب وقت ممكن وعدم انتظار وقوع الكارثة حتى لا يزيد عدد ضحايا العقارات المنكوبة، مشددة على أن أهالى الإسكندرية يرون الموت تحت أنقاض العمارات، أفضل من انتظاره فى الشارع، دون مسكن أو مأوى.