ركزت غالبية الصحف العالمية على ما سمته «فشل مسيرات الإخوان فى جمعة الشهداء»، إذ اعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية قلة أعداد متظاهرى الإخوان فى هذه «الجمعة» بمثابة مؤشر على أن حملة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح السيسى لمحاربة الإرهاب قصمت ظهر الإخوان، لدرجة أن عدداً من أنصار الجماعة بدأوا ينفون عضويتهم بها، فضلاً عن تخوف بعض المشاركين فى مسيرات الإخوان من الكشف عن أسمائهم. وأكدت الصحيفة أن مظاهرات الإخوان تعثرت أمس الأول «الجمعة»، بسبب عجز الجماعة عن الحشد فى الشارع الذى كان إحدى نقاط قوتها، إضافة إلى الحملات الأمنية المكثفة التى تشنها قوات الشرطة، خصوصاً فى القاهرة، مشيرة إلى أن مؤيدى الرئيس المعزول وأعضاء الجماعة، التى لا زالت رغم ضعفها تتمتع بقدرة محدودة على التنظيم، أصيبوا بالإحباط. وفى السياق نفسه، قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إنه على الرغم من حشد الإخوان للخروج فى «جمعة الشهداء»، فإن نسبة الإقبال على التظاهر كانت ضعيفة للغاية ولم يحدث فى هذا اليوم إلا اشتباكات طفيفة فى بعض المدن. ورأت الصحيفة أن انخفاض الإقبال يعكس خوف الإخوان من قبضة الأمن بعد إلقاء القبض على كثير من قياداتهم، وتراجع مكانتهم فى الشارع. ولفتت إلى الفارق الهائل فى مستوى العنف بين جمعة الشهداء والجمعة التى سبقتها، فى إشارة من الصحيفة إلى عودة الهدوء نسبياً إلى شوارع مصر. وأشادت الصحيفة بقوات الأمن المصرية ووصفتها بأنها «كانت دائماً متقدمة بخطوة»، مشيرة إلى دور الجنود فى تأمين المؤسسات الكبرى وسيطرتهم على الطرق الحيوية لمنع المتظاهرين من الوصول إلى ميدان رمسيس وإغلاقها أماكن التجمع الرئيسية الأخرى مثل مسجدى الفتح ورابعة العدوية، بدعوى القيام بأعمال التجديدات بهما. فيما أكدت صحيفه «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية أن تدنى نسبة المشاركة فى احتجاجات الإخوان تكشف تشوش الإخوان وتعكس الفوضى التى يعانى منها الإسلاميون، فضلاً عن فشلهم فى حشد مؤيديهم للخروج للشارع. وقالت الصحيفة إن قلة الأعداد تكشف أيضاً مدى تأثير الحملات الأمنية الناجحة من جانب السلطات المصرية ضد قيادات الإخوان المطلوبين للعدالة. وأضافت الصحيفة أن انتشار قوات الأمن فى الشوارع وإغلاق الميادين الكبرى والسيطرة على الطرق الرئيسية أجهض محاولات الإخوان الانتشار فى الشوارع بأعداد كبيرة. وأوضحت الصحيفة أنه رغم العداء الشعبى الواضح للإخوان فى مصر فإن «الجماعة» لا تزال تعتقد أن أغلبية المصريين، خصوصاً فى الأرياف، تقف فى صفهم. واتفقت مع ذلك الطرح صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية التى قالت إن قلة أعداد المتظاهرين كشفت الفوضى الإخوانية. وأضافت أن كثيراً من المحللين اتفقوا على أنه رغم تكثيف دعوات الإخوان لمسيرات حاشدة يومياً خلال الأسبوع الذى سموه «أسبوع الرحيل» فإن انخفاض عدد المتظاهرين والعشوائية والضعف التى ظهرت به المسيرات كشفت أن جماعة الإخوان تعانى من حالة عميقة من الفوضى.