مدرسة إسماعيل القبانى تعوم وسط بحر من القمامة، وتبدو كأنها أطلال مدرسة تبدو ملامحها شاحبة وكئيبة حيث يكاد سور المدرسة يُرى بصعوبة بالغة وسط تلال القمامة ومخلفات البناء التى تحاصره وعربات الخردة المتراصة خلف السور، جبل القمامة الضخم لم تفلح معه محاولات جرافات الحى حتى صارت المدرسة بكل فصولها وأسوارها جزءاً من المشهد وما زالت تعانى بحثاً عن منقذ.. المدرسة المنكوبة تستقر فى منطقة اللبانة الجديدة، وسط مدينة بورسعيد، تجذب العديد من سكان المساكن الحكومية الجديدة بالمنطقة التى يرسلون أولادهم إليها ولكن غير مطمئنين بسبب تراكم أكوام القمامة أمامها. محمود على، صاحب كشك متاخم للمدرسة، يقول إن الطلاب أثناء خروجهم من المدرسة يعبثون بالقمامة، ويلتقطون منها أشياء يتلاعبون بها: «أطفال بقى هتقول إيه!!»، يعلو صوته قليلاً خلال الحديث قائلاً: «الزبالة بتفضل حول المدرسة لحد ما تنتن وريحتها بشعة والأطفال فى المدرسة كلهم بيعيوا منها»، وتابع الرجل أن رجال الحى يزيلون جزءاً منها كل بضعة شهور، لكنهم يركزون فى تصوير ما يقومون به؛ «عشان الحى عايز يقول إنه شغال». وتقول هبة فريد، التى تعانى مع ابنتها التى أصيبت بفيروس بسبب القمامة والروائح الكريهة المنتشرة حول المدرسة وتعالَج منه حالياً: «بنتى عيانة ودايخة بيها على الدكاترة». أما «حسن الشوه»، فيقف إلى جوار البناية المتاخمة للمدرسة حيث يقطن الرجل ويعيش فى هذه المنطقة منذ بنائها فى إطار تطوير الحى، ويقول إن الحى يأتى ويزيل جزءاً من القمامة ويترك الباقى حتى تكوَّن هذا الجبل أمام المدرسة، وهو ما يتسبب فى أضرار بالغة للطلاب، مضيفاً: «إحنا فى عصر الأمراض فيه منتشرة بطريقة رهيبة لأن مفيش حد بيراعى وجود المدرسة ولا الطلاب الموجودين بداخلها»، ويشير إلى أن الأرض المتاخمة للمدرسة تخص الأهالى ومخصصة لبناء منزلين ولكنها لم تُبنَ حتى الآن، وتابع: «تخيل طفل بيقعد 8 ساعات فى المدرسة وطوال هذه المدة معرض للإصابة والمرض بسبب القمامة، المفروض يشيلوا جبل الزبالة ده ويحطوا صندوق زبالة، إحنا المفروض فى منطقة حديثة البناء يعنى المفروض يكون فيه اهتمام بتطوير المنطقة». صابرين محمد، إحدى أولياء الأمور بالمدرسة، قالت إن مدرسة إسماعيل القبانى الابتدائية متهالكة ولم يتم تطويرها وتمثل خطورة على الطلاب ولا يوجد بها أمن ليلى حيث تتعرض لسرقة أغطية بالوعات الصرف الصحى وأجهزة الكمبيوتر من البلطجية ومدمنى المخدرات ويتعرض الأطفال للسقوط فى البالوعات، والأهالى لا يستطيعون شراء أجهزة كمبيوتر بديلة، كما اتهمت «صابرين» مدير المدرسة بترك التلاميذ يهربون من الحصص من أعلى السور أثناء اليوم الدراسى. وتضيف هناء غريب، والدة طالبة بالمدرسة: «كان نفسى بنتى تتعلم تعليم راقى»، وتكمل: «حتى مستوى المدرسين فى المدرسة هابط»، مشيرة إلى أن المنطقة شعبية وتضم شباباً خارجين على القانون، مؤكدة أن المنطقة جديدة، والمساكن من المفترض أنها فى إطار تطوير شامل للمنطقة، ولكن رغم ذلك تجد بجوار المدرسة أكوام القمامة وجبالاً من مقالب الزبالة ولا أحد يهتم ولا أحد يحاول حل الأزمة.