دخلت الوساطات الغربية بين مصر وتنظيم الإخوان طريقاً مسدوداً، فى ظل رفض السلطات المصرية الضغوط العنيفة التى تمارسها أمريكا وأوروبا لإخلاء سبيل المعزول محمد مرسى وقيادات «الإخوان» المحبوسين على ذمة قضايا تتعلق بقتل المتظاهرين والتخابر. وقالت مصادر عسكرية ل«الوطن»: إن القوات المسلحة ترفض أى صفقات فى الظلام تضمن «الخروج الآمن» لأى من قيادات «الإخوان» المتورطين فى أعمال العنف. وأضافت المصادر أن القوات المسلحة ترفض أيضاً الضغوط الغربية المطالبة بحل الأزمة عبر نفى «مرسى» للخارج، وتتمسك بمحاكمته فى التهم الموجهة إليه. ولفتت المصادر إلى أن دولة خليجية، بمساعدة دول غربية وأمريكا، تسعى لتطبيق اتفاقية دول الخليج التى حدثت مع على عبدالله صالح فى اليمن، على محمد مرسى. فى السياق نفسه، قال أحمد المسلمانى، المستشار الإعلامى لرئيس الجمهورية، فى تصريح مقتضب: إن الضغوط الأجنبية تجاوزت الأعراف الدولية، وإن مصر قادرة على حماية الثورة والدولة. وفى إطار مفاوضات حل الأزمة، فشل لقاء قيادات جبهة الإنقاذ الوطنى، مساء أمس الأول، بقيادات حزب النور السلفى، فى التوصل إلى سبيل لفض اعتصام الإخوان، بميدانى «رابعة» و«النهضة»، وكشفت مصادر ل«الوطن» عن أن «النور» اعتمد مبادرة الدكتور محمد سليم العوا كأرضية للحوار وطرح فكرة الخروج الآمن لقيادات «الإخوان»، إضافة إلى اقتراح بعودة «مرسى» بشكل مؤقت ولو لدقائق، لإعلان تقديم استقالته أمام الموجودين ب«رابعة» لتهدئة التوتر. والتقى الدكتور محمد البرادعى، نائب رئيس الجمهورية المؤقت، أمس، نائب وزير الخارجة الأمريكى ويليام بيرنز والمبعوث الأوروبى لجنوب المتوسط برناردينو ليون، لتعريفهما بتطورات جهود حل الأزمة. كما استقبل أيضاً السيناتورين الأمريكيين جون ماكين وليندسى جراهام. وتلقى الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، اتصالاً من نظيره الأمريكى تشاك هاجل أمس، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جورج ليتل، فى بيان مقتضب: «إن هاجل والسيسى تناولا جهود الوساطة التى تبذلها أمريكا والاتحاد الأوروبى من خلال بيرنز وليون». فى المقابل، قالت مصادر إخوانية: إن أعضاء تنظيم الإخوان يعلقون آمالاً على زيارة جون ماكين وليندسى جراهام، فى ظل فشل المفاوضات مع «بيرنز»، ومن المنتظر حدوث لقاء خلال الساعات المقبلة مع عضوى الكونجرس.