الثقة.. الطموح.. الرغبة فى «التغيير».. أشياء حركت الفرنسيين ودفعتهم لاختيار الاشتراكى فرانسوا أولاند رئيساً لفرنسا، ليبدأوا صفحة جديدة فى تاريخ بلادهم، ويساهموا فى قلب موازين القوى فى أوروبا. الفرنسيون قرروا أن يستخدموا صناديق الاقتراع لينتخبوا أولاند الذى ألهب مشاعرهم وداعب حلمهم بمستقبل أجمل لوطنهم. أولاند كان يعرف منذ البداية أن الفرنسيين يطمحون فى «التغيير» فاختار شعار حملته الانتخابية «التغيير الآن».. شعار بعث الحماس فى نفوسهم فصوتوا لصالحه، ليفوز بنسبة 51.67%، مقابل 48.33% للرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزى. ولم يبالغ أولاند حينما أقر فى أول خطاب له عقب الفوز أن وصوله لحكم فرنسا يعد «بداية حركة صاعدة فى كامل أوروبا وربما فى العالم أجمع»، فالاشتراكية غابت عن الرئاسة الفرنسية 17 عاماً، وها هى الآن تعود مرة أخرى وسط سيادة للرأسمالية المتوحشة فى الدول الأوروبية، لتغير وجه فرنسا وتمنح الأوروبيين أملاً جديداً فى الخروج من نفق الأزمة الاقتصادية. لكن تبقى تساؤلات كثيرة حول مستقبل فرنسا بين يدى الاشتراكى أولاند.. هل سيتمكن فعلاً من إنقاذ اقتصاد أوروبا؟ وما وضع مسلمى فرنسا فى عهده؟ وهل اليسار سينجح فى الانتخابات التشريعية المقررة فى يونيو المقبل أم أن اليمين سينتقم لساركوزى ويكتسح البرلمان؟