أفلام العيد لا يوجد بها اختيارات كثيرة، فإما فيلم لمحمد سامي أو آخر لمحمد سامي أيضا، كوميدي أو أكشن، فتجبر على اختيار الأقل مرارة، وربما المضحك أنه فيلم هنيدي الجديد، حيث القصة مبنية على فيلم عنترة بن شداد 1961 تقريبا، وهي معلومة مذكورة داخل الفيلم بشكل واضح وصريح، لكنه للأسف فيلم شديد السوء من خلال البناء أو الإخراج كما سنرى. المفارقة الكوميدية تعتمد على الفهم الخاطئ للموقف وتخيل الجمهور لشخصية يعرفها جيدا، فيرى عكسها، فالجمهور معلوماته عن عنترة معروفة وقديمة وتتناقض جدا مع شخصية حشمت/عنترة، لكن القصة مبنية على عدة صدف من الغريب تواجدها معا إلا لعمل فيلم خفيف، فالطفل الذي يلقى في الصحراء لا نعرف لما تركوه، فلا يوجد سبب واحد تكلم عنه المؤلف، وكذلك رجوعه غير المبرر إلى القبيلة إلا من خلال برنامج تلفزيوني رآه سعيد الأحمر صدفة، الصدف هي مكونة الأحداث بالتأكيد، وهذا يوضح التساهل الشديد وسرعة الكتابة، حيث جاءت معظم المشاهد فى الجزء الأول تتناقض مع أحداث فيلم عنترة 1961، وهي طريقة سهلة لكتابة سيناريو طال جدا من المؤلف، وبالتالى حاول إيجاد مبرر مختلق لدخول حرب فى آخر الفيلم. "كريم" الباحث عن التراث شخصية مقحمة على الأحداث ككل الشخصيات تقريبا، فالشخصيات توجد لكي يطلق النجم الإفيهات التي قد تضحك أحدهم صدفة. بناء الشخصيات مهلهل جدا، فالاهتمام بشخصية البطل "حشمت/عنترة" فقط، لكن باقي الشخصيات مسطحة بلا عمق وبلا اهتمام بتطويرها الدرامي، حتى مع شخصية شديدة الثراء مثل "أسد الرجال" والذي قام بدوره الرائع "خالد سرحان"، انقلبت من النقيض النقيض فجأة، وشخصية الأم المصابة بالإغماء المتكرر، أو الجد "لطفي لبيب" الذي استخدم طوال الوقت صوتا مستعارا لكي يقدم شخصية كوميدية مزيفة كارتونية جدا، وكذلك محسن منصور، وتقريبا كل شخصيات الفيلم ما عدا التونسية درة التي قدمت البدوية التونسية بامتياز، فى حين أن الأحداث تدور فى جو البدو المصريين، والدليل أنها الوحيدة من تنطق تلك اللهجة التونسية الواضحة، هل هي الوحيدة التونسية دون أبوها وأمها حتى؟ شخصية سعيد الأحمر شخصية جيدة الإمكانيات لكنها فجأة تتحول للحنان بعد الطمع والجشع والبخل طوال أحداث الفيلم. ورغم أن المؤلف حاول التجديد فى تقديمة القصة على لسان الراوي ليحولها إلى حكواتي سيرة شعبية قديم، لكنها مجرد فكرة براقة لم يستخدمها إلا فى البداية والنهاية فقط وبشكل بسيط، لنضطر هنا لمناقشة فكرة الفيلم، وهي محاولة كتابة كوميديا جيدة وجديدة، وهو الأمر الذي لم ينجح فيه، فالنوايا الطيبة وحدها لا تصنع فيلما جيدا.