«راح سندى وظهرى»، بهذه العبارة بدأ والد الشهيد المجند محمد رضا عبدالفتاح رمضان، 21 سنة، حديثه قائلاً: «إحنا غلابة صحيح، بس دم عيالنا مش رخيص، واللى قتلهم لازم يعدم فى مكان عام وثقتنا كبيرة فى الفريق السيسى أنه هيرجع حق ولادنا». وأضاف: «أطالب القوات المسلحة بتأمين الجنود المكلفين بحراسة الحدود، وتزويدهم بالأسلحة الحديثة، والمتطورة اللى تمكنهم من التصدى لأى عدو أو إرهابى، وأنا منذ علمت أن ابنى الشهيد سيؤدى الخدمة العسكرية على الحدود فى رفح، وأنا أعلم أنه فى مهمة انتحارية». وقال: «حق ولدى لسه مجاش، والمسئولين فى عهد الإخوان لم يهتموا بالقضية، أو حتى تكريم أسر الشهداء، ولكن دلوقتى بعد سقوطهم إحنا أملنا فى الجيش كبير». وقالت والدة الشهيد: «عدت سنة صحيح على موت ابنى بس الألم لسة بيعصر قلوبنا»، وصمتت قليلاً والدموع تنهال من عينيها، قائلة: «ابنى كان كل حلمه فى الدنيا يبنى بيتنا بالطوب الأحمر، ونطلع على وش الأرض، مش عارفة ليه اتأخروا فى القصاص، هما مش عارفين أن دول كانوا بيحموا حدود مصر علشان يمنعوا دخول أى عدو، هما دول مش يبقوا ولاد مصر كلها». وأشارت الأم إلى صور نجلها المعلقة على حائط منزلهم البسيط المتصدع، والمكون من دور أرضى واحد بالطوب اللبن قائلة: «دى صورة ابنى شاب زى الورد راح علشان كان بيدافع عن بلده». وتصف الأم المكلومة الساعات الأخيرة التى قضاها نجلها معهم قبل أن يغادر، ويلقى حتفه، قائلة: «بعد ما خلصت إجازته وجهز شنطته علشان يمشى ظل يعانقنى، أنا ووالده بحرارة شديدة زى ما يكون كان بيودعنا، وعارف أنه هيموت، وقعد مع إخواته الصغار، وظل يداعبهم ثم غادر المنزل ولم يعد إلا جثة ليفارقنا إلى الأبد». وناشدت الأم الفريق أول عبدالفتاح السيسى بسرعة القصاص لنجلها وزملائه رحمة بكل أم وكل أب، قائلة: «أنا خايفة عيالى يدخلوا الجيش ويرجعوا ميتين زى أخوهم الكبير، وحقهم ما يرجعش، لو كنت أعرف أنه كان هيموت مكنتش سبته يمشى بس الحمد لله على كل حال، وربنا يصبرنا، وابننا شهيد عند الله». وقال عبدالمنعم، شقيق الشهيد الأصغر: «بالرغم من حزنى على وفاة شقيقى، ولكنى فخور بيه لأنه مات، وهو بيدافع عن مصر، وقدم حياته ثمناً لواجبه، وكل أصحابى فخورين بيه وبيحكوا عليه لأخواتهم الصغار».