سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مرسي في "الهايكستب".. بدلة مدنية محاصرة ب"الكاب والنسر والدبورة" محمد نجيب لم يظهر بغير زيه العسكري..وعبد الناصر جمع بين العسكرية والمدنية..والسادات "ارتاح" في العباءة.. ومبارك في "شورت" الاسكواش
"الكاب" و"الدبورة" و"البدلة العسكرية"، رموز ميزت 60 عاما من حكم مصر، بمرجعية عسكرية، منذ قيام ثورة يوليو فى العام 1952، حتى جاء لحكم مصر رئيس مدني منتخب، خرج من جامعة القاهرة، لا من الكلية الحربية، حاصل على دكتوراه فى العلوم والهندسة، لا على فرقة أركان حرب، يرتدى بدلة مدنية بين العشرات من العسكريين الذين اجتمعوا اليوم فى مراسم تسليم السلطة بالمنطقة العسكرية المركزية "الهايكستب". رئيس يفخر بفتح "جاكيت" بدلته المدنية أمام الملايين، ليثبت أنه ليس فى حاجة لقميص واق من الرصاص، كثيرا ما احتمى خلفه العسكريون تمسكا بالسلطة. محمد نجيب، أول رئيس لمصر، بعد إقصاء الملك فاروق، تمسك ببدلته العسكرية طوال فترة حكمه، التي لم تزد عن عام واحد، بينما ساهم طول فترة بقاء الرئيس جمال عبد الناصر، فى الحكم، نسبيا، فى تحوله من ارتداء بدلته العسكرية، إلى الزى المدنى، فيما كان السادات مختلفا كعادته، إذ كان يختار لكل مناسبة زيها، فعندما كان يخرج إلى الجبهة قبيل حرب 73 ليلتقي الجنود، كان يرتدى بدلته العسكرية، وحتى لحظة اغتياله في حادث المنصة الشهير، بينما في لقاءاته الخارجية مع رؤساء الدول كان يرتدي البدلة المدنية، فضلا عن حرصه خلال حواره التليفزيوني مع الإعلامية همت مصطفى في بلدته ميت أبو الكوم بالمنوفية عام 1978، على ارتداء العباءة "الحجازي"، ليبدو أقل تكلفا وأكثر قربا من الفلاحين والبسطاء. أما الرئيس المخلوع حسني مبارك، فرغم خلفيته العسكرية، إلا أنه تسلم مهام منصبة بالبدلة الرسمية، لثلاثين عاما بعدها، حتى كتبت صحيفة ديلي ميل البريطانية في عددها الصادر بتاريخ 5 مارس 2011 ، "أن الرئيس المصري السابق حسني مبارك كان يرتدي قبل تنحّيه بدلة خطوط نسيجها مكونة من حروف اسمه من تصميم شركة هولاند آند شيري الاسكتلندية لتصنيع الملابس، وأكشفت بالصور أن صناعة قماش البدلة وخياطة اسم مبارك عليها استغرق ثلاثة أشهر، وبلغ سعرها 10 آلاف جنيه استرليني، أي ما يعادل 100 ألف جنيه مصري". ولم يظهر مبارك على مدى 30 عاماً، دون البدلة الرسمية، سوى في مشهدين، خلال الدعاية لانتخابات في سباق الرئاسة عام 2005، عندما تحرر ولأول مرة من رابطة العنق، نزولا على رغبة فريقه الانتخابي، رغم أن عمره حينها كان 77 عاماً، ومشهد آخر في العام 2009، خلال فترة نقاهته بعد ‘جراء عملية جراحية لإزالة ورم سرطاني بأحد المستشفيات الألمانية، مرتديا بيجامة منزلية. إلى جانب عدة صور التقطت له بملابس الإسكواش، وهي الرياضة التي كان يحب ممارستها. الدكتور أحمد سعد، الخبيرالنفسي، يقول إن لكل مقام مقال، فملابس الرئيس تختلف من مناسبة إلى أخرى، فالمناسبات الرسمية كالمؤتمرات واللقاءات مع رؤساء الدول، يتوجب أن يكون زي الرئيس فيها رسمياً، أما المناسبات الاجتماعية، والمقابلات مع الشعب، والجولات الميدانية، يمكنه فيها خلع زيه الرسمي، ليكون أكثر قرباً من الناس، فتلك العوامل تكون مؤثرة، وتعطي شعورا بالحميمية، فلدى الجماهير الآن انطباع عن الرئيس مرسي بأنه رئيس طيب، وملابسه بعيدة عن الفخامة والاستعلاء، خصوصا بعد مشهد فتحه جاكيت بدلته ليثبت أنه لا يحتمى من الشعب فى قميص واق من الرصاص.